الجمعة 21 نوفمبر 2025
20°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
شاعر المليون بيرق الشعر
play icon
كل الآراء

شاعر المليون بيرق الشعر

Time
الأربعاء 19 نوفمبر 2025
حامد الهاملي

في زمن يغلب فيه صخب الإعلام الرقمي على همس الشعر، يقف برنامج "شاعر المليون"شاهداً حياً على أن الكلمة النبطية لا تزال قادرة على إيقاظ الوجدان العربي.

على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، يتمايل تحت أضواء الليل أصوات الشعراء ترتفع كأمواج الخليج، تحمل معها قصصاً من البادية والمدن، غزلاً وفخراً وحكمة.

هذا ليس مجرد برنامج تلفزيوني؛ إنه احتفاء بالهوية العربية، مدعوم برؤية قيادية إماراتية تجعل الشعر نبعاً لا يجف، في عالم يجمع الملايين من القلوب؟

انطلق "شاعر المليون" في عام 2006 كفكرة جريئة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، آنذاك، برعاية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (التي أصبحت اليوم هيئة أبوظبي للتراث).

كان الهدف واضحاً: إحياء الشعر النبطي، ذلك التراث اللغوي الغني باللهجات الخليجية، الذي يروي قصص الآباء والأجداد. لم يكن الأمر مجرد مسابقة؛ بل مشروع ثقافي يعكس رؤية الإمارات في جعل أبوظبي عاصمة للثقافة العربية، حيث يُصون الموروث غيرالمادي، ويُعزز الحوار بين الشعوب.

منذ ذلك الحين، شهد البرنامج 12 موسماً ناجحاً، إنه استثمار في الموهبة، يحول الشعراء إلى أصوات مؤثرة في المشهد الثقافي.

ما يجعل "شاعر المليون" فريداً هو الدعم اللا محدود من القيادة الإماراتية، الذي يُترجم إلى واقع ملموس من الشيخ محمد بن زايد عندما كان وليا للعهد، رائد الفكرة، لم يقف عند الرعاية المالية؛ بل جعل البرنامج امتداداً لمسيرة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان داعماً للشعراء والفروسية.

اليوم، يستمر هذا الدعم من خلال هيئة أبوظبي للتراث، بالتعاون مع نادي تراث الإمارات الذي يؤكد دائماً أن البرنامج "يعكس اهتمام الإمارات بالشعر العربي كركن أساسي في التنمية الثقافية المستدامة".

هذا الدعم ليس عشوائياً؛ إنه جزء من ستراتيجية أبوظبي لجعل الشعر جسراً ثقافياً، يجمع شعراء من السعودية والكويت وقطر والعراق، ويُبرز الإمارات كمركز للتسامح والتواصل. واكتشف مواهب غيرت مسار الشعر النبطي، وسط متابعة جماهيرية هائلة.

ليس البرنامج منصة للفوز فقط؛ إنه مدرسة للإبداع، حيث يقيم لجنة التحكيم مثل الشاعر حمد السعيد، الدكتور غسان الحسن، الدكتور سلطان العميمي، للقصائد بناءً على الإيقاع والعمق والتفاعل الجماهيري.

"شاعر المليون" ليس حدثاً؛ إنه حركة ثقافية مستمرة، مدعومة برؤية القيادة الإماراتية التي ترى في الشعر مفتاح الهوية العربية.

فـ "شاعر المليون" جعل الكلمة أقوى من السيف، وأن الدعم القيادي الإماراتي يحول التراث إلى مستقبل. إذا كنت شاعراً يحمل في صدره قصيدة تنتظر الضوء.

الإمارات لا تدعم الشعر فقط؛ إنها تحييه، وتجعله يغني للعرب كلهم.

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار