معظم من يتظاهر بالوقوف إلى جانب أهل غزة المنكوبين، من حكومات الدول يبيعون الكلام، فهاهم نحو مئة ونيف غزاوي عالقون الآن في مطار جوهانسبرغ في دولة جنوب افريقيا المساندة للشعب الفلسطيني الغلبان.
ترفض نزولهم من الطائرة القابعين فيها من نحو يومين، رافضة استقبالهم في أراضي جنوب أفريقا الطويلة العريضة، لماذا؟
أكبر ظلم يواجهه الغزاوي المنكوب في المال والصحة، والولد والبيت والتعليم، في غزة الخربة حاليا.
أن ترفض كل دول العالم استقبال الغزاوي طلبا لحياة كريمة جديدة، يفيد ويستفيد، بما فيها الدول العربية، بحجة واهية، ألا وهي رفض تهجيرهم من أراضيهم، أي من قطاع غزة المدمر.
لقد سرقت الأرض، فهناك 53 في المية لبني نتنياهو، و47 لبني سنوار.
وأهل غزة هناك بلا عمل، ولا سكن، وتعليم، ولا حياة كريمة، ينتظرون من يعلفهم كل يوم انتظارا لذبحهم يوما إثر يوم، على يد الآلة الصهيوأميركية الشرسة.
الكل يتشدق بثبات وقف إطلاق النار، والناس تموت كل يوم، عهر ما بعده عهر.
لماذا رفض تهجيرنا، وحتى توطيننا نحن أهل غزة؛ حيث نعيش، وبخاصة في الدول العربية التي لجأنا إليها وساهمنا في بنائها وتحضرها، منذ سنوات طوال؟
خلاص غزة، انتهت يا جعفر، كانت مدينة فيها روح، فمن حقنا على العالم الحر أن يستقبلنا كلاجئين أو مواطنين في أراضيه لنحيا حياة كريمة، مثل بقية خلق الله.
الهجرة للراغب من أهلها، أقصد من يطلب الهجرة والتوطين، في أي بلد يرغب في الهجرة أو التوطين فيه، من حقه الإنساني هذا، واقرأوا مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر بعد الحرب العالمية الثانية، والموقعة عليه كل دول العالم، بما فيها دولة جنوب أفريقيا والدول العربية.
فلماذا ترفض دول العالم استقبالي أنا الغزاوي المنكوب الباحث عن حياة فاضلة لي ولأولادي وأحفادي، أنا لا أريد العيش في غزة مستنقع الموت!
ولماذا ترفض السلطات الاسترالية زيارتي لأسرة ابنتي الكبرى هناك، وترفض السلطات الكندية طلبي زيارة أسرة ابني فيها؟
كله لأنني غزاوي؟
وحتى لوفرضنا، وهذا مستبعد تماما أنني أريد أن أبقى في أستراليا القارة، أو في كندا القارة، فهل لا تقدر هذه الدول الغنية، على استيعابي، وحتى استيعاب نحو مليون غزاوي مثابر مثلي، يريدون ترك غزة الموت؟
نحن أهل غزة، نرغب في حياة خارج غزة المنكوبة ببني نتنياهو وبني سنوار، ولسنوات طوال، وعلى العالم الحر أن يقبل الراغب منا في اللجوء إليه والاستيطان فيه.
صحافي فلسطيني