الخميس 20 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا تُعَادي من ليس بعدوّك
play icon
كل الآراء

لا تُعَادي من ليس بعدوّك

Time
الأربعاء 19 نوفمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الممتحنة 7).

يعادي الانسان الشخص الآخر الذي لا يمكن أن يكون عدوّه، وفقا لنواميس المنطق، عندما يتعمّد معاداته لأسباب مشخصنة،أو خارجية لا علاقة لها بالمنطق، وربما يعاديه بالوكالة من أجل إرضاء شخص آخر، مع أنّ لا مصلحة له في ذلك على المدى البعيد.

ويعادي الأحمق من ليس عدوّه لأنّه أحمق، ولا يفكّر بشكل قويم، ويعادي البالغ عمرياً وغير الناضج نفسياً مجموعة من الناس فقط لكونهم في هذا الوقت هدفاً حراً للأغلبية أو للأقليّة المؤثّرة، ومن أجل ألاّ يعادي المرء العاقل من ليس بعدوّه وفقاً للحقّ، وما يمليه التفكير السليم، فحري به الالتزام بالمعايير التالية عند التمييز بين "الأعداء"، ونذكر منها ما يلي:

- أعداء الأغلبية والأقليّة ليسوا أعداءك: الفكر الجماعي مهما كان نوعه لا يؤدّي أحيانا كثيرة الى الوصول الى آراء صائبة، لا سيما في خلق رأي منطقي يخدم مصالح الجميع بشكل متساوٍ، ويمتنع العاقل عن معاداة شخص، أو مجموعة أشخاص فقط بسبب أنّ الأغلبية المسيطرة في مجتمعه، أو الأقليّة المؤثّرة فيه، تصنّفهم أعداء، بل حري به على الأقل الصمت، وعدم الاندفاع في معاداة أفراد ربما يكونون هم أصدقاؤه الحقيقيون.

- العداء بالوكالة: يرفض العاقل أن يتم استعماله كأداة، يمكن التخلّص منها لاحقاً، لمحاربة شخص أو مجموعة أشخاص لا مصلحة له إطلاقاً بمعاداتهم، ويمكن أن يحدث هذا الأمر في بعض البيئات الاجتماعية عندما يدفع شخص ما، أو مجموعة إلى فرد ما لديه إمكانية معيّنة أو مهارة فعّالة، وتحريضه على أعدائهم، وبالطبع، فالنتيجة الحتمية لهذا النوع من الحروب والعداءات بالوكالة هي خسارة من يقدّم نفسه كأداة لتصفية الحسابات.

- الإكثار من الحلفاء والأصدقاء: بدلاً من أن يتجشّم أحدهم معاداة كل شخص يعارضه في الرأي، أو فقط بسبب أنّه استيقظ يوماً ما وقرّر أنّه سيتّخذ فلاناً عدواً، حري باللبيب في عالم اليوم المضطرب أن يكثر من عدد أصدقائه، وحلفائه.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار