مزارع الأمن الغذائي في العبدلي... من دون مياه معالجة وطرق مرصوفة
المزرعة النموذجية... استراحات طبيعية ومنتجات زراعية
مستقبل تجاري لإنتاج التين والحمضيات والموز والباباي
عدنان مكّاوي جرادة
دعا المزارع فؤاد المشاري الجهات المعنية إلى إنشاء ستة متنزهات في منطقة العبدلي الزراعية، بواقع متنزه في كل منطقة من قطعها الست، بديلاً عن المزارع السياحية التي تقرر إلغاؤها ابتداء من هذا الموسم.
وطالب في حديثه إلى "السياسة" من وسط مزرعته النموذجية في القطعة "6" بسفلتة شوارع هذه القطعة المعروفة بقطعة مزارع
"الأمن الغذائي"، وإيصال المياه المعالجة لها.
متسائلاً باستغراب: لماذا ترفض إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين اشتراك أصحاب الشركات الزراعية الخاصة والأهلية الحائزين على قسائم زراعية في المناطق الزراعية، وهو منهم في هذا الاتحاد الزراعي العريق؛ رغم أنه مزارع كويتي منتج، بل ومساهم في تحقيق جزء من الأمن الغذائي المأمول في الكويت؟
وقدّر المشاري، عدد مزارع الأمن الغذائي التي وزّعت على الشركات الزراعية الكويتية بنحو600 مزرعة، مساحة كل منها 50 ألف متر مربع، أغلبها موزّع في القطعتين 5، 6 من قطع منطقة الوفرة الست.
ورغم وجود هذا العدد من المزارع الحديثة في القطعة "6" من العبدلي فهي لا تزال من دون طرق مرصوفة، ولا مياه معالجة!
مشيراً إلى أنه ملتزم تماماً وغيره المئات من مزارعي القطعة "6" الخاصة بالأمن الغذائي، باستغلال النسبة المحددة من الحيازة في تربية "الحلال" وزراعة الأعلاف، وشهادات الإحصاء الزراعي في هيئة الزراعة، تشهد بما يقول؛ فلماذا نُحرم من الشوارع المرصوفة والمياه المعالجة، حتى دعم العلف الحيواني محرومون منه، كوننا شركات زراعية ولسنا أفرادا؟
أضاف أنه يزرع معظم مساحة مزرعته بالأعلاف الخضراء ويسمّن الأغنام، قول: "حتى اللوحة على بوابة مزرعتي منصوبة وبوضوح عند بوابة المزرعة الرئيسية كما تطالب هيئة الزراعة وإلا المخالفة".
موضحاً أن "تحقيق جزء كبير مهم من الأمن الغذائي المنشود في الكويت، لا يمكن أن يتحقق من دون دعم الدولة، بيد أننا– وللأسف الشديد– نفتقد الدعم الحكومي المجزي، فقد وزعوا علينا القسائم الزراعية، وتركونا وسط الصحراء، لنعمّرها ونستزرعها لوحدنا، وهذا أمر مكلف ومضن معاً.
ومع هذا فإننا ننتج وبكثرة منها فأنا ومنذ العام 2012 أزرع وباطراد الأعلاف وأربّي الأغنام، وأزرع معظم أنواع الفواكه الشهية في البيوت الزراعية المكيفة، ابتداءً من التين والحمضيات والموز، وانتهاء بالجوافة والباباي والعنب والخوخ... مروراً بالمانغا والرمان والمشمش والقشطة، فأنا أزرع بتنوّع في عالم الفواكه، لكنني أكاد أن أكون متخصصاً فريداً بإنتاج الحمضيات بكل أنواعها الليمون والأفندي، والبوملي.
فالحمضيات في مزرعتي ناجحة جداً، وكذلك التين، وفي كل موسم أبيع مئات الكيلوغرامات من التين عبر معارض خضار وفواكه نموذجية في العاصمة الكويت.
استراحات ومنتجات
ويفاخر المزارع فؤاد المشاري بإنتاجه المحلي من عشرات النباتات، والشجيرات المثمرة، وغير المثمرة (الزينة) عبر مشتله الخاص وسط مزرعته الرائعة، التي يتجسد فيها مفهوم المزرعة النموذجية: استراحات... ومنتجات في آن واحد.
فالطالما جلب أنواعاً جديدة من الفواكه والشجر والنبات، من كل حدب وصوب، ليجربها في مزرعته في العبدلي، وأنا – والكلام للمزارع المشاري– أهتم اهتماماً كبيراً بزراعة النباتات البرية، ولا سيما "العرفج"، وأعتبر شجرة "الصفصاف" من أنسب الأشجار غير المثمرة في الكويت، فهي دائمة الخضرة النضرة الجميلة، ولا تحتاج إلى عناية ومياه كثيرة صيفاً.
متنزهات عبدلية
هذا وقد دعا المشاري في حديثه إلى " السياسة الزراعية " الجهات المعنية السماح بإنشاء منتزه كامل المواصفات، وآمن في كل قطعة من قطع منطقة العبدلي الزراعية الممتدة على الحدود الشمالية، من الكويت، كي تقضي فيها العائلات الكويتية وغير الكويتية، أوقاتاً بهيجة فيها، وتحديداً مع بداية 15 أكتوبر حتى 15 إبريل من كل عام، على أن تطرح المنتزهات (المقترحة) على المزارعين الكويتيين العبدليين للتنافس، ومن يقع الاختيار عليه يقوم بتنفيذ جميع الاشتراطات والمواصفات الخاصة، ذات المرافق العامة وسط المناطق الزراعية النائية، وقال: "اقتراحي ضروري، بعد قرار الدولة إغلاق المزارع السياحية في ربوع العبدلي".
اضاف: "أنا مع هذا القرار، لأن الأمر كان شبه فوضى (غير حضاري) ولا يليق باسم الكويت العالي بين الدول".