التحكيم... سلاح ذو حدين

وجهة نظر

التحكيم هو طريقة قانونية تستخدم لحل النزاعات خارج نطاق القضاء، حيث يلجأ المتخاصمون الى تحكيم الغير.

يتمتع التحكيم بالكثير من المزايا التي تجعله خياراً مفضلاً في بعض الحالات، إلا أنه في الوقت نفسه قد يؤدي الى صعوبات تؤثر على المتنازعين.

يمكن القول إن التحكيم سلاح ذو حدين؛ إذ له منافع كبيرة، لكنه يحمل أيضاً بعض المخاطر.

مزايا التحكيم

1- السرعة والكفاءة: يعتبر التحكيم أسرع بكثير من الإجراءات القضائية التقليدية. إذ أن القضايا التحكيمية غالباً ما تُحسم في مدة زمنية قصيرة، مما يقلل من الوقت والموارد المطلوبة.

2- الخصوصية: على عكس المحاكم العامة، حيث تُعقد الجلسات علناً، يتمتع التحكيم بالخصوصية. وهذا قد يكون أمراً مهماً خصوصا في النزاعات التي تتعلق بالأسرار التجارية، أو المعلومات الحساسة.

3- المرونة: يمكن للأطراف في التحكيم اختيار المحكمة، أو الحُكام، أو الطريقه التي سيتم اتباعها، حيث يتيح لهم الحل المناسب

4- الخبرة والتخصص: يمكن للأطراف اختيار محكمين ذوي خبرة مما يضمن أن الحكم سيكون مستنداً إلى فقه قانوني سليم.

5- النهائية: أحكام التحكيم غالباً ما تكون نهائية وملزمة. هذا يخفف من الحاجة إلى الطعن أو الاستئناف.

مخاطر التحكيم

1- قيد محدد على الطعن: رغم أن أحكام التحكيم تكون نهائية، إلا أن هذا قد يكون سيفاً ذا حدين. فالأطراف قد تجد صعوبة في الطعن في الحكم إذا شعروا أنه غير عادل أو معيب. فبخلاف المحاكم، لا يمكن للطرف الذي خسر القضية الطعن في حكم التحكيم بسهولة.

2- تكاليف التحكيم: في بعض الحالات، قد تكون تكاليف التحكيم مرتفعة للغاية، خصوصا إذا كانت الأطراف بحاجة إلى محكمين متخصصين، أو جولات متعددة من الجلسات. وهذا قد يجعل التحكيم غير مناسب للأفراد أو الشركات الصغيرة.

3- التفاوت في القوة بين الأطراف: في بعض الحالات، قد يكون هناك تفاوت في القوة بين الأطراف المتنازعة، فقد تُمارس ضغوط على أحد الأطراف لاختيار محكمين أو إجراءات لصالح الطرف الأقوى.

4- عدم وجود آلية تنفيذ قوية: بينما يمكن اعتبار حكم التحكيم ملزماً، إلا أن تنفيذ هذا الحكم قد يكون صعبا في بعض الحالات، خاصة إذا كان الطرف الخاسر يقيم في دولة أخرى أو لا يعترف بالتحكيم.

5- الافتقار إلى الشفافية: بما أن التحكيم يتم، التحكيم هو وسيلة فعالة في الكثير من الحالات لحل النزاعات بشكل سريع وفعال، ولكنه يحمل أيضاً بعض المخاطر والتحديات.

لذلك، يجب على الأطراف المتنازعة أن تزن بعناية إيجابيات وسلبيات التحكيم، وأن تأخذ في اعتبارها الظروف الخاصة لكل نزاع قبل اتخاذ قرار اللجوء إلى التحكيم.

البتول هادي حسن العجمي

كلية الدراسات التجارية- تخصص قانون