الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الإمارات والكويت وحدة مصير ومسار
play icon
كل الآراء

الإمارات والكويت وحدة مصير ومسار

Time
السبت 22 نوفمبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

‏وحدة المصير لم تكن يوما مجرد شعار، لا سيما بين شعوب ودول الخليج العربية، بل هي فعل أيمان بأن ما يصيب دولة منها ينجر على بقيتها، وايضا كلما تقارب حكام الخليج مع بعضهم بضعا نجحت تلك الدول، وهذا ما اكدته الاحداث.

كذلك أن الرخاء إذا اصاب شعب ما لا بد أن يصيب الشعوب نصيب منه، لهذا فإن احتفال دولة الامارات بعقود من الاخوة مع الكويت، ليست مجرد احتفالية عادية، فهي فعل حقيقي عن الشراكة في المصير، كما انها ترجمة واقعية لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى"، فكيف إذا كان هؤلاء اخوة، لذا حين جارت الايام على الكويت في العام 1990، كانت دول الخليج من سهر وعمل بكل قوة من اجل اعادة الكويت، رغم مشاركة الاصدقاء.

هنا علينا ان نعترف أنه لولا دول الخليج مجتمعة بما كان لها من موقف حازم في مواجهة الاحتلال، والذي عبر عنه الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بقوله: ""يا ترجع الكويت أو تروح السعودية معها"، كذلك التعبير الاخر عن المصير المشترك الذي عبر عنه الراحل الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، بقوله: "إن عزة الكويت هي عزة للجميع، وأن على الجميع بذل كل جهد لمساندتها"، ولا شك أن هذه العزة لا يمكن المساومة عليها.

استنادا إلى ذلك إن دول الخليج وشعوبها لا ترى في الكويت مجرد دولة عادية، فالجميع يذكر كيف تعاضد الاخوة في الملمات من اجل الوقوف بوجه الخطر الذي يحدق بأي شعب من شعوبها، وكيف يصبح الجميع "حزمة واحدة" في الصعاب.

من هنا حين يعدد كبار المسؤولين في الامارات البصمات التي تركتها الكويت في بلادهم، فهذا يدل على الوفاء، وحين يقول رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد: "إن علاقاتنا مع الكويت، علاقة أخوة ومحبة وقربى، وكانت السند قبل الاتحاد وبعده، واليد التي امتدت لتعطي وتساعد، ولا تزال مواقفها النبيلة إلى اليوم، مواقف أخوة ومحبة حقيقية".

فهو يتحدث بروح الاصالة والقيم الرفيعة، والفروسية، فالاعتراف بالمساندة قبل الاتحاد وبعده، كانت تعبيراً عما تراه الكويت حيال اخواتها الخليجيات، وكذلك يعبر هؤلاء عن العلاقة التاريخية بكل هذا الرقي.

نعم هذه هي الامارات بكل ما تحمله من اصالة، ولقد عبر عنها نائب رئيس دولة الامارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد بأصدق تعبير حين قال: "تجمعنا مع الكويت أواصر لا تنفك وأخوة لا يغيرها الزمن ومحبة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً".

إن ذلك كله يكشف عن مخزون من العلاقة التاريخية بين الشعبين، التي لم تنفك، ولن تنفك طالما هناك ايمان أن هذه الدول تسعى إلى توطيد المصير المشترك، وأن ما عبر عنه قادة الامارات، هو حقيقة لدى شعب هذه الدولة التي لها في القلب والمشاعر الكويتية كل المحبة.

إن احتفال الامارات بعقود من المحبة للكويت، هي في الواقع عقود ايضاً متبادلة من الكويت إلى الامارات.

آخر الأخبار