الأحد 23 نوفمبر 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ملتقى  الصحافيات الخليجيات... ومستقبل الصحافة النسائية
play icon
كل الآراء

ملتقى الصحافيات الخليجيات... ومستقبل الصحافة النسائية

Time
السبت 22 نوفمبر 2025
جمال الفضلي

سعدت بحضور الملتقى الرابع للصحافيات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي استضافته دولة الكويت بتنظيم مشترك بين اتحاد الصحافيين الخليجيين وجمعية الصحافيين الكويتية، وسط مشاركة واسعة من رؤساء وممثلي المؤسسات الإعلامية والكوادر الصحافية الخليجية.

إن احتضان الكويت لهذا الملتقى يؤكد مكانتها كمركز إقليمي جاذب للفعاليات الكبرى، لما تتوفر بها من مزايا أهمها الحفاوة والضيافة؛ فهي كعادتها كريمة في استقبالها، دافئة في رسالتها، حاضنة لإرادةٍ تتخطى حدود المهنة لتلامس جوهر الوعي ومسؤولية الكلمة.

كما أن استضافة الكويت لهذا الحدث، تحمل رسالة محبة لمهنة الصحافة ولأهلها؛ ورسالة تؤكد تقدير الدولة للمرأة، وإيمانها بدور المرأة الإعلامية، وتحرص فيها على أن تكون الاجتماعات المصاحبة لاتحاد الصحافيين الخليجيين جسرا يصل الأفكار بالقرارات.

لقد بدا الملتقى أشبه بفضاء رحب تتردد فيه أصوات النساء اللاتي حملن أقلامهن لا للزينة، بل لفتح نوافذ أوسع على واقعٍ يتغير، ولصنع حضور يليق بتجارب تتجاوز الصمت، وتكسر السقف الزجاجي بصبر ومهارة.

أهمية هذا الملتقى تتجلى في كونه منصة لاختبار قدرة الإعلام الخليجي على تجديد نفسه عبر صوت المرأة، فهو لا يجمع الصحافيات للتعارف فقط، بل ليتقاسمن أحلامهن وطموحاتهن وهمومهن في الوقت نفسه، وتبادل الرؤى حول الأسئلة الكبرى التي تشغل البال: كيف تتشكل السردية الخليجية حول المرأة؟ وكيف يمكن للإعلام أن يكون سنداً لا عبئاً، مساحةً للتمكين لا لإعادة إنتاج القيود؟

وفي كل جلسة، كانت تتشكل ثقة جديدة أن دور الصحافية ليس هامشياً، بل جزء أصيل من مشهد إعلامي يتلمس طريقه نحو التحديث والوعي.

وللملتقى مكاسب تُحسب له؛ فقد منح المشاركات مساحة للتفكير الجماعي، ولتبادل التجارب التي تصنع الفارق في غرف الأخبار وفضاء البرامج، كما أعاد التأكيد على أن التعاون بين مؤسسات الصحافة الخليجية هو الطريق الأمثل لبناء إعلام قادر على مواكبة التحولات الرقمية، وعلى صناعة محتوى يعكس الواقع دون تجميل أو تهوين.

ولعل الملتقى قد أكد أن الصحافيات الخليجيات بحاجة ماسة لمن يأخذ بأيديهن للتغلب على مشاق مهنة البحث عن المتاعب، فهناك تحديات لا تزال تواجه الصحافيات، أهمها: صعوبة الوصول إلى مواقع القيادة، واشتداد المنافسة الرقمية، وتنامي الضغوط المهنية والاجتماعية، فضلا عن الحاجة المستمرة للتدريب والتطوير. وهي تحديات لا تنتقص من قيمة الرحلة، بل تمنحها معنى إضافياً.

نوجه الشكر لمعالي وزير الإعلام والثقافة، وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري؛ وللأستاذ عيسى الشايجي؛ رئيس اتحاد الصحافيين الخليجيين، ورئيس جمعية الصحافيين البحرينية؛ والأستاذ عدنان الراشد عضو مجلس إدارة اتحاد الصحافيين الخليجيين، ورئيس جمعية الصحافيين الكويتية، على جهودهم المخلصة في إنجاح الملتقى وظهوره بهذه الصورة المتألقة.

في النهاية، يبقى الملتقى حدثاً عابراً في الزمن، لكنه ثابت في أثره. فهو يضع حجراً جديداً في بناء صورة المرأة الإعلامية الخليجية، ويُذكّر بأن الكلمة حين تنطقها امرأة واعية تصبح نورا لا يمكن حجبُه مهما اشتدت الظلال.

كاتب يمني

آخر الأخبار