حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"(البقرة 153).
يصبر المرء عندما يمتنع بإرادته عن الجزع، والهلع، ونقيض الصبر هو الجزع، حين يسمح الفرد للقلق وللاضطراب أن يتمكّن منه، ويمنعه من عيش حياته بشكل طبيعي.
والعلاج الشافي للشعور بالضيق، بسبب ابتلاءات الحياة الدنيا، هو الصلاة والسجود لربّ العزّة، وهذا يمثّل الحالة المثالية في اقتراب الانسان المسلم من ربّه عزّ شأنه.
وبالنسبة لي شخصياً، فلقد وجدت أنّ تطبيق هذا العلاج الروحيّ (الصبر وعدم الجزع والسجود لله) لتحمّل الآثار السلبية للكوارث وللمصائب وللابتلاءات الدنيوية، أفضل مليار مرّة من البحث عن حيل نفسيّة مصطنعة، في كتب تنمية الذّات الغربية.
ومن بعض آليات تعويد النفس على الصبر في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- أمر المسلم كلّه خير: يقول رسولنا الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) في الحديث الشريف: "عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ، انَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ".
يقتنع المسلم أنّ كل أموره الدنيوية هي خير له، لأنها أتت وحدثت بقضاء الله عزّ وجلّ، فإذا رزق النّعمة شكر ربّه، وإذا ابتلي صبر وأثيب على صبره.
- التوكّل واليقين: يتوكّل المؤمن على ربّ العزّة في سرّه وفي علنه، ولكنه يأخذ بالأسباب الدنيوية، وفي الوقت نفسه يترسّخ يقين إيماني في قلبه بأنّ الأمر كلّه بيد الله، فلا يجزع لمصائب الدنيا، ويقترب أكثر من ربّه بالسجود وطلب الرحمة والعفو، ومن يصل الى هذه المرحلة الايمانية الاستثنائية (التوكّل واليقين)، ستنتهي أموره الى الخير، والله عزّ وجلّ أعلم.
- العقبى للصابرين: "يقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ" الرعد 22)، فاِصبر ولا تجزع لمصائب الدنيا واسجد لربّك تربت يداك.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi