حياة لـ"السياسة": الفرد بالكويت من الأعلى عالمياً في استهلاك المياه

بمعدل يومي يبلغ نحو 100 غالون إمبراطوري

زيادة السعة التخزينية للمياه لمدة 48 ساعة لضمان التغطية حال حدوث أعطال

نظام إلكتروني لمتابعة بلاغات إمدادات المياه على مدار الساعة

غالبية الشكاوى تتعلق بضعف أو انقطاع المياه العذبة أو قليلة الملوحة

محمد غانم

أكدت المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندسة فاطمة حياة أن الكويت تُعد من أعلى دول العالم في متوسط استهلاك الفرد للمياه، اذ يبلغ معدل الاستهلاك اليومي للفرد نحو 100 غالون إمبراطوري تقريبا، ما يستوجب تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ السلوكيات الإيجابية في استخدام الموارد المائية.

وشددت حياة في لقاء خاص مع "السياسة" على أهمية تعاون المواطنين والمقيمين في تعزيز موثوقية خدمة المياه من خلال العمل على زيادة السعة التخزينية الاحتياطية للمياه في المنازل والعقارات بما يكفي لمدة لا تقل عن 48 ساعة، وذلك لضمان تغطية فترات الطوارئ في حال حدوث أعطال تؤثر موقتا على الإمدادات.

ودعت الجميع إلى الالتزام الدائم بتعليمات ترشيد استهلاك المياه الصادرة عن الوزارة عبر موقعها الرسمي وحساباتها في منصات التواصل الاجتماعي، لما لذلك من أثر مباشر في الحفاظ على استدامة هذه الخدمة الحيوية.

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

ما الدور الذي يضطلع به قطاع تشغيل وصيانة المياه في الكويت؟

يتولى قطاع تشغيل وصيانة المياه مسؤولية استلام المياه العذبة وقليلة الملوحة من المنشآت المائية المختلفة، مثل محطات الضخ والخزانات، ثم توزيعها عبر شبكة متكاملة من الخطوط الرئيسية والفرعية إلى جميع مناطق دولة الكويت، بما يضمن استمرارية وصول الخدمة إلى المستهلكين على مدار الساعة. ويشمل ذلك على وجه الخصوص تنفيذ التوصيلات الجديدة للمنازل والمنشآت الحديثة لضمان إيصال خدمة المياه للعملاء الجدد وفق الاشتراطات الفنية المعتمدة، ومعالجة التسربات والأعطال الطارئة من خلال التدخل السريع في مواقع الخلل، إلى جانب أعمال الصيانة الفورية للحفاظ على كفاءة الشبكة وتقليل نسبة الفاقد المائي.

هل هناك أدوار أخرى يؤديها القطاع؟

من الأدوار المهمة أيضا التنسيق مع مشاريع تطوير الطرق والبنية التحتية لضمان مواءمة شبكات المياه مع بقية الخدمات العامة وتفادي التعارضات التي قد تؤثر على استمرارية الإمداد بالمياه، إضافة إلى خدمة العملاء على مدار الساعة عبر استقبال الشكاوى والاستفسارات من المواطنين والمقيمين في جميع مناطق الدولة والتعامل معها بالسرعة المطلوبة بما يحقق رضا المستفيدين ويضمن استدامة الخدمة.

كيف يتم اكتشاف الأعطال في شبكة المياه؟

يتم رصد واكتشاف الأعطال من خلال متابعة ضغوط المياه في الخطوط الرئيسية والفرعية والتأكد من توافقها مع الطاقة التشغيلية المعتمدة للشبكة، ما يساعد على اكتشاف أي انخفاض أو خلل غير طبيعي في الضغوط، كما تعتمد الوزارة بشكل أساسي على بلاغات العملاء الواردة إلى مركز الاتصال الموحد (152)، سواء عبر الاتصال الهاتفي أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول الخاص بالوزارة أو عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، بالإضافة إلى تطبيق "سهل" الذي يتيح قنوات إضافية لتلقي البلاغات والشكاوى.

ما أبرز التحديثات التي أجرتها الوزارة على أنظمة استقبال شكاوى الأعطال؟

عملت الوزارة خلال الفترة الماضية على تطوير وتحديث منظومة استقبال الشكاوى وطلبات الخدمة عبر عدة مسارات من أهمها:

- تفعيل استقبال الشكاوى عبر الرقم الموحد (152) من خلال نظام إلكتروني متكامل لإدارة الأعطال (Outage Management System – OMS)، بما يضمن متابعة البلاغات على مدار الساعة وحتى إغلاقها.

- تفعيل الموقع الإلكتروني للوزارة الذي يتيح للمستفيدين تقديم طلبات إيصال المياه، وإضافة أو نقل أو تعديل الارتباطات بشكل إلكتروني ميسر.

- الربط مع "سهل" لتمكين المواطنين والمقيمين من الحصول على عدد من خدمات المياه إلكترونيًا.

- تحديث بيانات الشبكة المائية على نظام المعلومات الجغرافية (GIS) بصورة مستمرة، بما يسهل سرعة الوصول إلى مواقع المحابس الرئيسية ومكوّنات الشبكة عند مباشرة أي أعمال طارئة أو مجدولة.

ما طبيعة الشكاوى الأكثر شيوعا التي ترد إلى الوزارة؟

تتمحور غالبية الشكاوى حول ضعف أو انقطاع المياه العذبة أو قليلة الملوحة في بعض المناطق أو العقارات، بالإضافة إلى شكاوى تتعلق بوجود تسربات داخلية أو خارجية، فضلاً عن بلاغات بوجود تغير في لون أو طعم المياه، ويتم التعامل مع جميع البلاغات وفق إجراءات فنية وفحوصات مخبرية معتمدة.

ما أبرز العوائق التي تواجه فرق الوزارة خلال تنفيذ أعمال الصيانة والطوارئ؟

من أبرز التحديات وجود تعديات على خطوط وخدمات المياه، سواء من المباني أو المزروعات أو غيرها من الأعمال المدنية، بالإضافة إلى تقاطعات الخطوط مع خدمات أخرى مثل الصرف الصحي أو الاتصالات أو الكهرباء.

وتستلزم هذه الحالات التنسيق المسبق والميداني مع جهات حكومية عدة مثل بلدية الكويت، والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، ووزارة الأشغال العامة، ووزارة الداخلية في حال تطلّب الأمر إيقاف حركة المرور أو تأمين الموقع، الأمر الذي قد يستغرق وقتا إضافيا للوصول إلى موقع التسرب ومعالجته بصورة آمنة.

أجهزة متخصصة للكشف عن التسربات غير المرئية

أكدت المهندسة فاطمة حياة أن الفرق الهندسية والفنية مزوّدة بأجهزة متخصصة للكشف عن التسربات غير المرئية، خصوصا في الحالات التي تُسجّل فيها شكاوى بضعف ضغط المياه دون وجود تسرب ظاهر على السطح،وتُستخدم هذه الأجهزة كذلك للتحقق الدوري من سلامة الشبكة والمساهمة في تقليص نسبة الفاقد المائي والحفاظ على كفاءة الشبكة.

مدة إصلاح الأعطال مرتبطة بطبيعة الخلل

أشارت حياة إلى أن مدة إصلاح الأعطال تختلف باختلاف طبيعة العطل وموقعه وقطر خط المياه المتضرر، إلا أن المدد التقديرية لإصلاح معظم الأعطال تتراوح عادة بين ساعتين و16 ساعة،وخلال فترات الأعطال الطارئة، تعمل الفرق الفنية على تزويد المناطق المتأثرة بضعف المياه من خلال مصادر بديلة كلما كان ذلك ممكنا، للحد من تأثير الانقطاع على المستفيدين.