الاثنين 24 نوفمبر 2025
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كُن ضميري
play icon
كل الآراء

كُن ضميري

Time
الأحد 23 نوفمبر 2025
خالد أحمد الطراح

امرأة موهوبة بالصراحة، وعفوية التمني، والولع في الأغاني، اقترحت عليَّ مقالة بعنوان "كُن وزيري"، على وزن أغنية "كُن صديقي" للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، فتلقفت الفكرة، للعبور في تعبير واقعي نحو "كُن ضميري".

طبعاً، المرأة صاحبة فكرة عنوان المقالة لم تفكر في التدخل في الآليات السياسية، وهي، بالتأكيد، لا تعني حرفياً أن تختارني أن أكون وزيرها، لكنها تطوعت في تعبير بريء.

ولأن لدينا دروساً قبيحة تخص شيوخاً، ووزراء، ونوابا، وقياديين استباحوا المال العام، وبعضهم في السجن، وآخرون فلتوا من التهم، لعدم كفاية أدلة الإدانة، نتمنى أن يكون جميع وزراء المرحلة الحالية ضميرنا في القرارات، والسياسات.

ولأننا نخشى على الوزراء من نشوة الكراسي، ومن النرجسية، أو أي شبهات مالية وإدارية، أو عناد ومكابرة، وأخطاء فادحة، أو تصريحات متهورة، وثرثرة ساذجة، ومساومات يؤثمها قانون المال العام؛ نقول لهم: كُن ضميري.

طبعا، نحن لا نشكك في ذمم الوزراء، فهم لهم ضمائر مثلنا، لكننا نناشدهم بعفوية وطنية كونوا ضميرنا بهذه المرحلة الاستثنائية.

ليس الجميع من خارج رحم الحكومة منزهين من حب النفوذ، واستغلاله، وبالتأكيد، هناك شريحة كبيرة من أصحاب الضمائر الحية، فنكرر كُن ضميري نيابة عن هؤلاء الشرفاء، وكُن ضميري في التوقيع، وفي سماع الهموم، وفتح الأبواب المغلقة.

أيها الوزراء: كُن ضميري في عدم التعسف في استغلال السلطة، وتقديم البلاغات، والتحقيقات الإدارية، وكُن ضميري في تقبل النقد المشروع برحابة الصدر، والتفاعل مع ما ينشر، والتعليق والتوضيح.

السادة الوزراء: كُن ضميري في مرونة تطبيق اللوائح، والقرارات، وتعميم المعرفة بإجراءات التظلمات، والحقوق ذات الصلة، وتفهم عدم دراية البعض فيها، وتقبل التظلمات الإدارية بأثر رجعي.

كُن ضميري... مناشدة وليست سوالف شاي نصف النهار، فهي مظلة للمواطن في التمنيات، والتطلعات، والآمال، من أجل تحقيق الإصلاح المنشود، حكومياً وشعبياً، وكسر أقفال الجمود، وروتين مميت، والعناد والغرور.

أيها الوزراء: لا تكن ضميري في تسطيح الأخطاء الوزارية، ولا تكن ضمير النرجسية القاتلة، ولا تكن ضمير فلتان اللسان، والقرار والرأي الانتقائي، ولا تكن ضمير المبالغة في وهم تفوق الكويت على العالم، لأنها أحلام مستحيلة.

لا تكن ضميري في التبرؤ من المسؤولية الوزارية، سواء في الفترات الحكومية السابقة، أو المرحلة الحالية، ولا تكن ضميري في اختزال المشكلات، والتحديات.

نحن ننشد إصلاحات حقيقية، وتحولات تنموية، فإصلاح الشوارع، والبنية التحتية، والكهرباء، ضررها مادي، ونحن نبحث عن حلول غير مادية لمشكلات، وتحديات اقتصادية، وتعليمية، وتنموية، وسياسية عميقة.

أيها الوزراء: كونوا ضمير المظلوم، وضمير المُحبط، وضمير المُكتئب، وضمير الأطفال والشباب، والأسرة، والأجيال القادمة، فصياغة المستقبل تحتم الشراكة بين الشعب والحكومة.

أما فكرة كُن ضميري، وتسويقها وتعميمها في المجتمع، فأتركها لمنبع المعرفة والتنشئة، الذي منحني الثقة، وأصحاب الفخامة الثلاثة، والصحبة الجميلة، الذين لم يبخلوا علي بتبادل الرأي عن بعد بين لندن والكويت.

أيتها الفارسات الثلاث، يا من تحملن ثبات نبض الضمير، ووضوح البصيرة، نلتقي اليوم عند مناشدة كُن ضميري، وهي مناشدة ليست حكراً على زمن، ولا جنس.

وإذا لم يحالف المناشدة الحظ بالقبول؛ ما أمامنا سوى تكرار:

"هكذا الدنيا تسامح

من غلط لا غلط لا بد يعذر

والكل أتي ورايح

والسبب هو المقدر

لا تشيلوا شي ثقيلا

الثقل على الأرض خلوه

اجعلوا اللقيا قريبة".

من اغنية رجاء بلمليح

@KAltarrah

آخر الأخبار