العلاقة بين الكويت وسلطنة عُمان ضاربة جذورها في عمق التاريخ، اساسها العلاقة المميزة بين الشعبين، والحكام، ولهذا فإن الكويت هي حين تحتفي بالعيد الوطني العُماني، تؤكد المصير المشترك الواحد الذي تشترك فيه كل دول الخليج.
منذ قرون كانت تلك العلاقات قائمة على التعاضد الشعبي، قبل الرسمي، وهذا ما منحها الرسوخ اكثر، وجعل العلاقة تقوم على تبادل مشاعر الاخوة، والتكامل في مجالات عدة، اكدتها المشاريع المشتركة بين البلدين، وذلك الود المتبادل بين الكويتيين والعُمانيين.
حين تذهب إلى السلطنة تشعر انك في بيتك، بين اهلك، وعلى هذا الاساس كانت السلطنة، ولا تزال تسعى إلى توحيد الموقف الخليجي، ومنفتحة على الجميع، ولقد كانت هناك خطوات كثيرة في هذا المجال، اكدتها مسقط في الكثير من المناسبات، ولا تزال تسعى في سبيل تنشيط اللقاءات الخليجية، الرسمية والشعبية، لانها تدرك أن مصائر الدول تتشابه، لا سيما إذا كانت ذات طبيعة متقاربة في العادات والتقاليد، والثقافة الواحدة.
حين اذهب إلى السلطنة يتولد لدي شعور ممتع، وكأنني في منزلي، فلا اشعر بأن شيئا تغير عليَّ، بل على العكس تكون هناك طاقة ايجابية كبيرة عندي، وهذا لا شك اساسه تلك المودة، والترحاب الذي يلاقيه الزائر من الاشقاء في عُمان.
هذه الدولة ليست مجرد كيان جغرافي، بل هي اسطورة تاريخية لديها سحر غريب، فهي منطلق حضارات عدة منذ الازل، فهذه الحضارة القديمة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كانت الخميرة في جعل هذا الشعب يتعامل بثقة مع الاخر، هادىء الطبع، لان الركن الاساسي في حضارته تعود إلى العمل في البحر، والتجارة التي كانت رائدة في الازمنة القديمة.
لقد كانت العلاقات العُمانية مع حضارات العالم القديم تقوم على الندية، لهذا اشتهرت حينها بانها مركز تجاري مهم، فقد كانت سفنها الخشبية تبحر إلى مناطق بعيدة، مثل باكستان والعراق ومصر والهند، ومصر القديمة وروما، وتلك الميزة لا تزال موجودة في الثقافة العُمانية الشعبية، وبالتالي فمن لديه هذا المخزون التراثي والثقافي، يكون طليعيا دائمة في السعي إلى توحيد الكلمة والموقف.
في هذه الايام حين نحتفل بالعيد الوطني العُماني الـ 55، فاننا نعبّر عن فرحة بنجاح التجربة العُمانية التي ارسى اركانها الراحل الكبير قابوس بن سعيد، وطورها السلطان هيثم بن طارق، وجعل السلطنة تزدان بالكثير من الانجازات، فيما لا تزال تسعى إلى التطور والمزيد من الانجازات.