طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية ستواجه أسابيع حرجة بشأن إيران، وسيكون على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يقرر سياسة لمواجهة "العودة" الإيرانية، كشف مسؤول أميركي أن إيران تقوم الآن بإعادة بناء برنامجها الصاروخي، قائلا إن من الواضح أن طهران مصرّة على إعادة ترتيب قدراتها الصاروخية، سواء كانت صواريخ باليستية أو صواريخ "كروز" ومسيّرات، وهي لطالما اعتبرت أن البرنامج الصاروخي وسيلة لردع الهجوم عليها، كما أنه وسيلة لتسليح الميليشيات الموالية، وأكد المسؤول الأميركي لقناتي "العربية" و"الحدث" السعوديتين أن إيران تتابع تهريب السلاح والصواريخ وتكنولوجيا الصواريخ والمسيرات إلى كل الأذرع المسلحة المرتبطة بها في المنطقة، موضحاً أن السلاح الإيراني يصل إلى الميليشيات في العراق وإلى "حزب الله" في لبنان وإلى الحوثيين في اليمن، مضيفا أن تصرفات الإيرانيين تشير إلى أن النظام في طهران ما زال يتبنى نظرية الردع من خلال بناء برنامج الصواريخ وأنه خسر مساحة ضخمة بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سورية، لكنه مصرّ على إعادة تكوين قدراته بالصيغة السابقة، بحيث يستعيد قدراته الصاروخية ويعوّض الحوثيين عما خسروه من قدرات خلال الحملة الأميركية عليهم وأن يعوّض "حزب الله" اللبناني ما خسره منذ عام، كما أن طهران تتمسّك بمواطن قوّتها في العراق من خلال الميليشيات الموالية لها وتسليمها قدرات صاروخية.
وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تركّز انتباهها على ما تفعله إيران في برنامجها الصاروخي وتهريب الأسلحة إلى الأذرع في المنطقة، لكنه لم يشأ التحدّث عن خطط مستقبلية لمواجهة الخطر المتصاعد، مشيرا إلى أن الحملة الجوية الأميركية- الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية ومقرات تصنيع حربية إيرانية خلال شهر يونيو الماضي حققت ضربات قاسية للبرنامجين النووي والصاروخي لكنها لم تقضِ عليهما، لافتا إلى تقديرات عامة تقول إن البرنامج النووي توقّف لكن إيران ما زالت تحتفظ بكميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة، كما أن الغارات المتكررة ضربت مصانع الصواريخ والكثير من منصات الإطلاق، لكن ذلك حدث منذ خمسة أشهر، وقال الأميركيون بعد انتهاء الغارات إن الإيرانيين قادرون على إعادة إحياء البرنامج النووي الإيراني خلال 12 شهراً، لو أرادوا ذلك، كما أكد الأميركيون منذ الصيف الماضي أن إيران قادرة على إعادة بناء البرنامج الصاروخي.
ومن اللافت أن الكثير من الخطط الأميركية والإجراءات السابقة لم يؤدِّ إلى نتيجة تذكر، فعلى رغم الانتشار البحري الأميركي، واستخدام قوات مشتركة في المياه المقابلة للشواطئ اليمنية، تمكّن الحوثيون من استيراد الأسلحة والصواريخ وكذلك فعل "حزب الله" الذي شعر بضيق المواصلات بعد سقوط النظام السوري، لكن "الحرس الثوري" الإيراني تمكّن من إيصال الأسلحة وقطع الصواريخ إلى لبنان منذ بداية العام، واستعمل مرفأ طرابلس والحدود اللبنانية السورية والكثير من شبكات التهريب عبر الأراضي العراقية والسورية، ولا يريد الأميركيون التحدّث عن البرنامج النووي الإيراني، وقد امتنع المسؤولون الأميركيون عن الحديث عن عودة إيران إلى تشغيل منشآتها أو إصلاح الأضرار الضخمة التي حصلت فيها، لكن الكثير من التقارير غير الرسمية تشدد على أن إيران لم ترمم الأغلبية الساحقة من المنشآت في نطنز وأصفهان وفوردو، لكنها تملك 408 كلغم من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة وهذا يكفي لبناء 12 قنبلة نووية، ولو تمكنت إيران من استعمال منشآت سرّية أو جديدة، لتمكنت من الدخول إلى معسكر الدول النووية وردعت أي هجوم تقليدي عليها، ويحتاج الأميركيون والإيرانيون خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى الكثير من العمل والتفاوض وإبداء الليونة حتى لا تتجدّد المعارك الجوية بين الطرفين وبين الإيرانيين والإسرائيليين وهم جميعاً بانتظار لحظة القرار.