حرس الشرف يحمل نعش رسلان جيجونوف جندي أوكراني قُتل على خط المواجهة بالقرب من قرية روسين يار خلال مراسم جنازته في هوستوميل بأوكرانيا (أب)
زيلينسكي: آمل أن تسفر عن نتائج... والرئيس الأميركي: ليست العرض النهائي.. وويتكوف إلى روسيا حال نجاحها
جنيف، واشنطن، كييف، موسكو، عواصم - وكالات: فيما بدأ مسؤولون من أوكرانيا وحلفائها الغربيين أمس، محادثات في جنيف بشأن خطة السلام الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، حيث عقد مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وأوكرانيا ومستشارون للأمن القومي من فرنسا وبريطانيا وألمانيا محادثات لمناقشة مسودة خطة واشنطن لإنهاء الحرب، بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تسفر المحادثات التي تجريها فرق أوكرانية وأميركية وأوروبية عن نتائج، قائلا على منصة "إكس": "لا بد من وقف إراقة الدماء، ويجب أن نضمن عدم اشتعال الحرب مجدداً. أنا في انتظار نتائج المحادثات وآمل أن يكون جميع المشاركين إيجابيين. جميعنا بحاجة إلى نتيجة إيجابية".
وقبل المحادثات، حذر زيلينسكي من أن أوكرانيا تخاطر بفقدان كرامتها وحريتها أو دعم واشنطن بسبب الخطة، بينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطة بأنها أساس لحل النزاع، لكن موسكو قد تعترض على بعض المقترحات الواردة والتي تتطلب انسحاب قواتها من بعض المناطق التي سيطرت عليها، في حين قال قادة أوروبيون وغربيون إن خطة السلام الأميركية التي تؤيد المطالب الروسية الرئيسية الأساس لمحادثات إنهاء الحرب لكنها تحتاج إلى عمل إضافي، حيث يسعون إلى اتفاق أفضل لكييف قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب بيوم الخميس المقبل باعتباره "وقتا مناسبا" لتلقي رد إيجابي من أوكرانيا، ورأى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن التركيز الآن يجب أن يكون على محادثات جنيف، مشددا على ضرورة إمكانية إحراز تقدم، في حين أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس من قمة العشرين أنه لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون موافقة أوكرانيا نفسها، قائلا "لا يمكن للقوى الكبرى إنهاء الحروب متجاوزة إرادة الدول المعنية. ولا يمكن بالطبع إنهاء الحرب إلا في حال وجود موافقة غير مشروطة من أوكرانيا"، وقال مصدر حكومي ألماني إن مسودة خطة السلام الأوروبية التي تستند إلى المقترح الأميركي أُرسلت إلى أوكرانيا وإلى الإدارة الأميركية.
وفيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن اقتراح السلام المؤلف من 28 نقطة والذي تم طرحه الأسبوع الماضي أعدته واشنطن، مضيفا على موقع "إكس" أنه تم تقديم الاقتراح كإطار عمل قوي للمحادثات الجارية ولكنه يستند أيضاً إلى مدخلات سابقة ومستمرة من أوكرانيا، كشف السيناتور الجمهوري مايك راوندز أن روبيو أخبر أعضاء مجلس الشيوخ أن الاقتراح تلقته الولايات المتحدة ونقلته إلى أوكرانيا، قائلا "ذكر لنا بوضوح شديد أننا متلقون لاقتراح تم تسليمه إلى أحد ممثلينا. إنها ليست توصيتنا، وليست خطتنا"، وقال مسؤول أميركي "نأمل في تسوية التفاصيل النهائية لصياغة اتفاق مفيد لأوكرانيا" مضيفا أنه "لن يتم الاتفاق على أي شيء حتى يجتمع ترامب وزيلينسكي معاً"، مضيفا أن وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول وصل إلى جنيف قبل المحادثات.
من جانبها، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بأن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف قد يزور روسيا في حال نجاح المحادثات مع الوفد الأوكراني في جنيف، قائلة إنه إذا تمكن ويتكوف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من الاتفاق مع الوفد الأوكراني على إطار مفاهيمي للمحادثات، فقد يتوجه ويتكوف مع الخطة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ولكن ربما ليس فوراً"، ناقلة عن مسؤولين أميركيين مطلعين على المحادثات أنهم يريدون إقناع أوروبا وكييف بأن خطة تسوية النزاع التي اقترحتها إدارة الرئيس دونالد ترامب "ليست مؤيدة لروسيا كما تبدو"، قائلة إنه إذا وافقت كييف على الخطة المقترحة "فستنتقل المسؤولية إلى روسيا، وإذا رفضتها (روسيا) فقد تستمر الحرب العام المقبل وما بعده".
وتتضمن خطة ترامب 28 نقطة وتهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات وتنظر كييف لها بقلق لأنها تتضمن مطالب روسية عدة، بما في ذلك تنازل أوكرانيا عن أراضٍ والموافقة على خفض عديد جيشها والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، تُقدّم الخطة ضمانات أمنية غربية لأوكرانيا لمنع أي هجوم روسي آخر وهو ما تطالب به كييف منذ سنوات، بينما حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف على التفاوض على أساس الوثيقة وهدد بمواصلة الهجمات على أوكرانيا في حال رفضت ذلك، في حين قال الرئيس الأميركي إن خطته لا تمثل "عرضا نهائيا"، مؤكدا أن واشنطن تحاول إنهاء الحرب "بطريقة أو بأخرى"، محذرا من مغبة رفض خطته على مستقبل أوكرانيا، قائلا "إذا رفض زيلينسكي يمكنه مواصلة القتال وهو في حالة ضعف".
بالتوازي، تواصل التصعيد الميداني، إذ أعلن الجيش الروسي سيطرته على ثلاث مناطق جديدة في شرق أوكرانيا، حيث يتقدّم على القوات الأوكرانية، وأفادت وزارة الدفاع الروسية بالسيطرة على بتريفسكه في منطقة دونيتسك حيث تدور معظم المعارك، وعلى تيخه وأوترادنه في منطقة دينبروبيتروفسك التي دخلتها القوات الروسية خلال الصيف وتحرز فيها تقدما سريعا، وفي المقابل، قال حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف إن أوكرانيا قصفت محطة رئيسية للتدفئة والكهرباء في المنطقة بطائرات مسيرة أمس، مما أدى إلى اندلاع حريق وأجبر السلطات على تشغيل الطاقة الاحتياطية ونشر وحدات تدفئة متنقلة، مضيفا أن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت محطة شاتورا للكهرباء على بعد نحو 120 كيلومترا شرق الكرملين، بينما أظهر مقطع فيديو على تطبيق "تليغرام" وقوع انفجارات ثم ارتفاع كرات من اللهب في السماء المظلمة، وقال فوروبيوف "دمرت قوات الدفاع الجوي بعض الطائرات المسيرة، وسقط عدد منها على أراضي المحطة، واندلع حريق في المنشأة، وتمت السيطرة عليه"، بينما نقلت صحيفة "كوميرسانت" عن وزارة الطوارئ قولها إن النيران اندلعت في ثلاثة محولات بمحطة الطاقة، وقال فوروبيوف إنه تم تشغيل الطاقة الاحتياطية ونشر أنظمة تدفئة متنقلة في المنطقة حيث تنخفض درجة الحرارة بشدة، إذ تقترب من نقطة التجمد، وقال أحد السكان إنه لا توجد تدفئة.