الاثنين 24 نوفمبر 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منصور: لبنان لم يغادر يوماً محيطه العربي
play icon
وزير الخارجية اللبناني الاسبق عدنان منصور
سياحة

منصور: لبنان لم يغادر يوماً محيطه العربي

Time
الأحد 23 نوفمبر 2025
فارس غالب
وزير الخارجية الأسبق انتقد "عجز الخماسية" عن حمل إسرائيل على وقف إطلاق النار
الكويت مثل لبنان لم تتدخل بشؤون أي دولة عربية وحرصت دائماً على حقوق شعوب المنطقة
لبنان التزم بوقف إطلاق النار ولم يطلق رصاصة واحدة لكن إسرائيل لم تحترم الاتفاق وتواصل القصف
القرار الأميركي اليوم هو السيد في المنطقة ويعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما تشاء

فارس غالب

أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور أن لبنان "لم يغادر يوماً محيطه العربي"، مشدداً على تمسّك بيروت بعلاقاتها التاريخية مع الدول العربية واحترام سيادتها وقوانينها، ومثمّناً في الوقت ذاته المواقف المبدئية لدولة الكويت ودعمها الدائم للبنان والقضايا العربية.

جاء ذلك في تصريحات صحافية بمناسبة زيارته الى الكويت ومشاركته في اليوم المفتوح الذي أقامه مجلس الأعمال اللبناني بالشراكة مع السفارة اللبنانية بالكويت.

وثمّن منصور عالياً الموقف الكويتي، قائلاً: "نقدّر كثيراً موقف الكويت الشريف، فهي مثل لبنان لم تتدخل في شؤون أي دولة عربية، وحرصت دائماً على سيادة الدول العربية وحقوق شعوبها"، واكد أن لبنان "يشعر بالتعاطف والدعم والتأييد من الكويت"، داعياً إلى "تعزيز التضامن العربي مع لبنان، لأن حماية لبنان ستنعكس على حماية دول عربية أخرى".

ورفض منصور مقولة إن "لبنان ابتعد عن محيطه العربي خلال تلك السنوات"، مؤكداً أن "لبنان من أكثر الدول العربية حرصاً على إقامة أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب دون استثناء، ولم يتدخل يوماً في شؤون أي دولة عربية، بل يحترم دساتيرها وأنظمتها وقوانينها". ولفت إلى أن الجاليات اللبنانية في دول الخليج والعالم العربي "تجسد هذا النهج باحترامها لقوانين الدول المضيفة وعاداتها وتقاليدها".

وشدد على أن لبنان كان ولا يزال "في قلب العالم العربي"، وذكر بأن بلاده نالت استقلالها عام 1943 وكانت من الدول الست المؤسسة لجامعة الدول العربية، معتبراً أن الحديث عن "عودة لبنان إلى حاضنته العربية" توصيف غير دقيق، لأن لبنان "لم يغادر هذه الحاضنة أصلاً".

وتوقف منصور عند المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم في ظل الحرب المستمرة على جبهته الجنوبية، موضحاً أن بلاده التزمت بوقف إطلاق النار منذ 17 نوفمبر 2024 "ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل"، في حين أن إسرائيل – بحسب قوله – لم تلتزم بالاتفاق، "وتواصل عمليات القصف على القرى والبلدات الجنوبية، ما أدى إلى سقوط أكثر من 500 شهيد وأكثر من 1500 جريح، إضافة إلى الدمار الكبير في المنازل والمنشآت المدنية".

وانتقد ما وصفه بـ"عجز اللجنة الخماسية" المكلّفة بمراقبة وقف إطلاق النار عن حمل إسرائيل على الالتزام بالاتفاق، واعتبر أنها "فشلت في أداء دورها"، ومحذّراً من خطورة محاولات فرض أمر واقع جديد في الجنوب ومنع أهالي عشرات القرى من العودة إلى بيوتهم وإعادة إعمار منازلهم، "حيث تستهدفهم المسيرات الإسرائيلية حتى أثناء ترميم بيوتهم أو بناء جدار".

ورأى أن "إسرائيل لا يردعها إلا موقف حازم من الولايات المتحدة"، معتبراً أن الغطاء الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية "جعلها تتصرف بلا رادع في الميدان". وأضاف أن "القرار الأميركي اليوم هو السيد في المنطقة، وهو الذي يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما تشاء".

وفي تقييمه للموقف العربي العام، تحدث منصور بصراحة عن أنه "أضعف من أن يرقى إلى مستوى القرار الحازم القادر على التأثير في الطرف الآخر"، على حد تعبيره، معتبراً أن لدى العالم العربي "مقومات قوة كثيرة يمكن استخدامها لحماية الأمن العربي والحقوق العربية، لكنها لم تُستخدم كما يجب"، وأن "الفاعل الحقيقي اليوم هو الأميركي إلى جانب الإسرائيلي".

ودعا منصور الدول العربية الكبرى، وفي مقدمها مصر والمملكة العربية السعودية، إلى "بذل جهود متناسقة لحمل إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، مشدداً على التمسك بالقرار 1701 وضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل واحترام وقف إطلاق النار.

وختم وزير الخارجية اللبناني الأسبق بالتأكيد على ثوابت سياسة بلاده العربية، قائلاً:إن لبنان "لم يتخذ يوماً قراراً يتعارض مع مصالح الدول العربية أو مواقفها، ويمد دائماً يده بالصداقة لكل الأشقاء، ويحترم أنظمتهم ودساتيرهم وسيادتهم"، وحذر من أن ترك إسرائيل "تفعل ما تشاء في لبنان" يعني أن "دولاً عربية أخرى ستكون على الطريق" ما لم يُتخذ موقف عربي ودولي حاسم يضع حداً لهذا المسار.

الفلسطينيون قدموا تنازلات لكن الدولة لم تقم حتى الآن 

في معرض حديثه عن مسار التسويات، أبدى منصور تشككاً عميقاً في جدية الخطط المطروحة، مستشهداً باتفاق أوسلو عام 1993 والوعود الأميركية بقيام الدولة الفلسطينية عامي 1999 و2005، قائلاً:إن "الفلسطينيين قدّموا تنازلات كبيرة، تخلّوا عن السلاح وعدّلوا ميثاق منظمة التحرير واعترفوا بإسرائيل، لكن الدولة الفلسطينية لم تقم حتى اليوم بعد أكثر من عشرين عاماً". واعتبر أن "الاتفاقيات التي لا تقترن بنوايا صادقة لتنفيذها تبقى حبراً على ورق".

آخر الأخبار