Syrian army fighters walk past an abandoned cinema in downtown Homs, Syria, Friday, Nov. 21, 2025. (AP Photo/Omar Sanadiki)
البابا: لا خلفية طائفية... وتراكمات سابقة وراء التوتر... واشتباكات عنيفة في اللاذقية... والاحتلال "يناور" بالجولان
دمشق، عواصم - وكالات: فيما عاد الهدوء الحذر إلى مدينة حمص وسط سورية أمس، بعد يوم من الاشتباكات الدامية شهدته المدينة أول من أمس، مع استمرار حظر التجوال وسط جهود أمنية للكشف عن مرتكبي جريمة "زيدل" التي أثارت مخاوف من فتنة طائفية، مددت إدارة قوى الأمن الداخلي السورية في حمص حظر التجوال حتى الساعة الخامسة عصر أمس، في أحياء العباسية والأرمن والمهاجرين والزهراء والنزهة وعكرمة والنازحين وعشيرة وزيدل وكرم الزيتون وكرم اللوز وحي الورود ومساكن الشرطة، وحضت الإدارة المواطنين في هذه الأحياء على الالتزام بالقرار للحفاظ على سلامتهم وضمان استكمال الإجراءات الميدانية، وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن الأحياء الجنوبية في مدينة حمص شهدت أجواء هادئة، بينما تواصل قوات الأمن تعزيز انتشارها ومتابعة جهودها لترسيخ الاستقرار، مضيفة أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودا للكشف عن مرتكبي جريمة بلدة زيدل، في حين جرى تعليق الدراسة في مدارس مدينة حمص، بحسب مديرية التربية في المحافظة، وأعلن مدير صحة حمص عبدالكريم غالي أن مشافي المدينة استقبلت جثتي عبدالله العبود الناصر الخالدي وزوجته أول من أمس، إضافة إلى 18 إصابة معظمها ناجمة عن إطلاق نار عشوائي.
من جانبه، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا وجود أي دليل مادي يثبت أن الجريمة في حمص ذات طابع طائفي، مؤكدا أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العبارات المكتوبة في مكان الجريمة وُضعت بهدف التضليل، مضيفا أن جميع الاحتمالات لا تزال مطروحة أمام البحث الجنائي في حمص ضمن مسار العمل القائم، لافتاً إلى أن الأمن الداخلي في حمص يواصل التحقيقات بنزاهة وحياد وشفافية لكشف المتورطين.
وفيما أشار البابا إلى أن الأحداث التي شهدتها المدينة جاءت نتيجة تراكمات سابقة، مع رفض واضح للاعتداء على الممتلكات، واعتبر المتحدث باسم الداخلية أن الجريمة جنائية وأن محاولة إلباسها طابعاً طائفياً تهدف للتغطية على الفاعلين، حذرت عشائر حمص من الفتن، بعد الجريمة التي وقعت في بلدة زيدل وأدت إلى مقتل شاب وزوجته، مؤكدةً ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، استنكرت العشائر وعلى رأسها عشيرة بني خالد ووجهاء وشيوخ المحافظة في بيان مصور، الجريمة، معتبرةً أن أسلوب تنفيذها لا يمت للإنسانية بصلة، وأكدوا أن استخدام العبارات الاستفزازية في سياق الجريمة يوضح أن الهدف منها إشعال الفتنة وإدخال المنطقة في توترات أمنية، مطالبين الجهات المختصة بكشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة، مشددين على الوقوف الكامل مع الدولة وإجراءاتها الأمنية والابتعاد عن أي محاولة لجر أبناء القبيلة إلى الفتنة، ودعت العشائر أبناء حمص إلى ضبط النفس والالتزام الكامل بما تصدره الجهات المختصة من تعاميم.
في غضون ذلك، أفادت مصادر بنشوب اشتباكات عنيفة بين الأمن السوري ومجموعة خارجة عن القانون في اللاذقية، ونقلت قناتا "العربية" و"الحدث" السعوديتان عن المصادر القول إن الاشتباكات ثارت تحديداً في قرية البدروسية باللاذقية، بينما أعلنت وزارة الداخلية السورية إطلاق حملة أمنية في منطقة عفرين بمحافظة حلب شمال البلاد، استهدفت خلايا وأوكارا تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر بوزارة الداخلية القول إن قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب أطلقت بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، حملة أمنية دقيقة في منطقة عفرين، مضيفا أن الحملة استهدفت أوكارا وخلايا إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" متورطة في تنفيذ أعمال عدائية تهدد أمن المواطنين واستقرار المحافظة.
على صعيد آخر، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدريبات عسكرية تستمر يومين في مرتفعات الجولان المحتلة لاختبار الجاهزية للرد على الأحداث الطارئة، ونقل موقع "واي نت" العبري عن هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي القول إن مناورة "درع وقوة" في مرتفعات الجولان المحتلة وواديها بدأت منذ صباح أمس الباكر وتستمر يومين، في حين زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهدف من المناورة دراسة وتحسين الجاهزية لمختلف السيناريوهات عبر تدريبات القيادة، مشيرا إلى أن المناورة تمرين مفاجئ
لاختبار جاهزية الفرقة 210 للأحداث الطارئة، وتشمل زيادة في تحركات القوات وستسمع أصوات انفجارات وستُشاهد طائرات وأجهزة جوية أخرى في المنطقة.
من جانبه، كشف تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أن الاستيطان الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل يتوسع وأن دولة الاحتلال تسعى لمضاعفة عدد المستوطنين، وأكد التقرير المُقدم أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة الخاصة بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار أن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وأشار التقرير إلى دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة بعد أسبوع من سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وشن غارات جوية على أنحاء سورية، بينما وافق مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي على تخصيص نحو 11 مليون دولار لدعم توسيع المستوطنات في الجولان السوري المحتل، وقال التقرير إن جيش الاحتلال الإسرائيلي حافظ على وجود مستمر داخل المنطقة العازلة منذ الثامن من ديسمبر الماضي وإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بأن هضبة الجولان المحتلة ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من دولة الاحتلال.