المشاركون في الجلسة الحوارية
خلال محاضرة نظمت بالتعاون مع "بيت الزبير" في معرض الكتاب
تتواصل الفعاليات والأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ 48، لتقام في رواق الثقافة جلسة حوارية تناقش "التاريخ المعماري بين سلطة عمان ودولة الكويت"، بالتعاون مع بيت الزبير، تحدث فيها المهندس المعماري الدكتور علي جعفر (عمان)، والمهندس المعماري الدكتور ناصر أبو حسن (الكويت)، والمحاور في هذه الجلسة تصدى لها بإتقان الدكتور فهد الحسيني، الذي طرح أسئلته وجاءت الإجابة بالتتابع بين المحاضرين.
كي يتحدث الدكتور ناصر أبو حسن عن التجربة المعمارية الكويتية والخليجية، التي أساسها طريقة المعيشة التي تعتمد على المبادئ الاجتماعية الإسلامية والعربية والخليجية.
فيما تطرق إلى الفرق بين عمارة اليوم وأمس، موضحاً أن العمارة تطورت بعد النفط، ووصلت إلى المستوى الذي نراها عليه الآن.
وأشار الدكتور علي جعفر، إلى تطور العمارة في سلطنة عمان من خلال الموانئ العمانية التي لم تتمتع بالأهمية التي تمتعن بها الموانئ التي كانت بالخليج العربي، مثل ميناء صحار كان مهما لفترة ثم خبا وميناء مطرح، وبيّن أن هذه الموانئ كانت محطات ترانزيت للمحطات الداخلية، مما جعل هناك تاريخ مشترك في أبواب البناء، حيث إن الأبواب التاريخية كانت تنحت في مدن أخرى مثل الباب المسقطي، وهذه من العوامل المشتركة الخليجية، مؤكداً أن العمارة في مطرح تأثرت بهذه السفن، فظهر ذلك في الشرفات بـ"مطرح" وانعكس على العناصر الخشبية.
وأشار أبو الحسن إلى المشتركات المعمارية بين عمان والكويت، وقال: لو رجعنا للتاريخ لوجدا أن أغلب دول المنطقة كان عندها أنواع معينة من الخام، فهي كانت أساس مواد البناء، حيث إن الطين في الكويت ليس فيه صلابة، وكانت البيوت التي تبنى قبل النفط تحتاج ترميما وصيانة بمبالغ كبيرة للمحافظة عليها مع قلة الصخور وضعفها مقارنة بعمان، ومواد البناء القوية جعلت قلعة عمان مثلاً لا تزال موجودة... أما في الكويت لدينا قلعتين صغيرتين لا يحتويان على مواد البناء نفسها الموجودة في عمان، كما كان هناك محو للمدينة القديمة، وإنشاء مدينة جديدة، في عمان لم يحدث هذا الأمر.
وأوضح أن العمارة تعتمد على المناخ والظروف الجغرافية، فعمان بلد أكبر وبها أماكن مختلف بتضاريسها، لذا فإن العمارة في عمان تختلف عن العمارة في الكويت، فالتضاريس في الكويت شبه متساوية ولا توجد فيها فروقات كبيرة، والمتشابه عادات وتقاليد المجتمع الإسلامية والعربية والخليجية، لذا فإن أغلب البيوت القديمة بها أحواش داخلية تعطي الظل لأهلها والخصوصية والحماية من الضوضاء وعوامل الجو وبناء أسر داخل هذا البيوت، فأغلب الأسر كانت تتكون من الجد والأبناء وأولاء الأبناء وهكذا، فالجزء الاجتماعي هو الجزء الرئيسي للتشابه وهو مازال موجوداً بطريقة حديثة.
وتحدث جعفر عن تجنب الكوارث والزلازل التي قد تحدث وكيفية البناء في مثل هذه الظروف، فيما تطرق إلى كتاب رحلة عمان المعمارية، مؤكداً أن محمد الزبير لديه مجموعة من الكتب في فن العمارة وهي باللغة العربية نادرة.
وقال: هذا الكتاب يبدأ من عصور ما قبل التاريخ، من العمارة الجنائزية وينتقل إلى عمارة المستوطنات وهي واحدة من أول الاستيطان المدني للبشري وتغيّرهم من البداوة إلى المدنية وصولاً إلى العمارة السلطانية، فالكتاب جمع خلاصة ما كُتب عن العمارة العربي مع وضع تحليلات وتعليقات.
وقال أبو الحسن في تعريفه للعمارة بأنها نوع من الفنون التي تترجم معيشة مجتمع ما، أما جعفر بأن العمارة هي الوعاء الذي لا يخطط لمبنى بل يخطط للحياة.