الرئيس الأميركي: "شيء جيد يحدث"... وزيلينسكي: ما زلنا نحتاج جهوداً أكبر... والكرملين: لم نتلقَ معلومات
واشنطن، جنيف، عواصم - وكالات: فيما ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقدم في محادثات روسيا وأوكرانيا بشأن خطته للسلام في جنيف، قائلاً على منصته تروث سوشيال "شيء جيد يحدث"، مؤكدا ضرورة رؤية نتائج التقدم في المحادثات بين موسكو وكييف على الأرض، أكد بيان أميركي - أوكراني مشترك أن المحادثات التي عقدها مفاوضون من الجانبين في جنيف أحرزت "تقدما ملموسا" في تقريب وجهات النظر وتحديد إطار للمضي قدما في عملية السلام، ووصف البيان المشترك الذي نشره البيت الأبيض محادثات جنيف بأنها "كانت بناءة واتسمت بالاحترام المتبادل"، ما يؤكد الالتزام المشترك بتحقيق سلام عادل ودائم، مشيرا إلى أن المشاورات كانت "مثمرة جدا"، مشددا على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا بالكامل ويحقق سلاما مستداما وعادلا، لافتا إلى أن الجانبين قاما بصياغة إطار عمل محدث ومنقح للتسوية السلمية للحرب الروسية - الأوكرانية. وأشار إلى أن الوفد الأوكراني أعرب خلال المحادثات عن امتنانه للالتزام الراسخ للولايات المتحدة وللرئيس دونالد ترامب شخصيا على جهوده الدؤوبة الرامية إلى إنهاء الحرب ووقف إراقة الدماء، لافتا إلى أن البلدين اتفقا على مواصلة العمل المكثف على المقترحات المشتركة في الأيام المقبلة واعلنا أنهما سيبقيان على اتصال وثيق مع شركائهما الأوروبيين مع تقدم العملية، مؤكدا استعدادهما لمواصلة العمل معا لضمان سلام يكفل أمن أوكرانيا واستقرارها وإعادة إعمارها.
وفيما كان من المنتظر أن تواصل الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا محادثات جنيف أمس، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقدم المحرز في أعقاب محادثات جنيف، لكنه شدد على ضرورة بذل جهود أكبر بكثير لتحقيق سلام حقيقي مع روسيا، قائلا خلال مؤتمر عن بُعد في السويد "في الخطوات التي نسقناها مع الجانب الأميركي، نجحنا في تضمين نقاط بالغة الحساسية"، مضيفا "هذه خطوات مهمة، ولكن لتحقيق سلام حقيقي، لا بد من بذل جهود أكبر بكثير"، في حين قال البيت الأبيض بشكل إن الوفد الأوكراني أخبرهم أن الخطة تعكس مصالحهم الوطنية وتعالج متطلباتهم الستراتيجية الأساسية، لم يتضح كيف ستتعامل الخطة المحدثة مع مجموعة من القضايا، بما في ذلك كيفية ضمان أمن أوكرانيا ضد التهديدات المستمرة من روسيا، وقالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إنهما ستواصلان "العمل المكثف" قبل الموعد النهائي المحدد يوم الخميس المقبل، على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي قاد الوفد الأميركي خلال المحادثات غادر عائداً إلى واشنطن.
وبينما أعرب روبيو عن ارتياحه إزاء التقدم المحرز في المحادثات الاميركية الأوكرانية، واصفا خلاصة الاجتماعات "بالمفيدة للغاية بل وربما الأفضل حتى الآن في العملية برمتها منذ تولينا السلطة في يناير"، قائلا في مقر البعثة الاميركية في جنيف بعد لقاء أولي مع الفريق الأوكراني المفاوض، إن الوفدين يعملان على بعض التغييرات والتعديلات على أمل تضييق الفجوة بشكل أكبر للوصول الى اتفاق يرضي كلاً من أوكرانيا والولايات المتحدة، مضيفا أن الاتفاق لا يزال في حاجة للموافقة النهائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، متابعا أنه لا يزال أيضا الجانب الروسي من المعادلة، اعتبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن مخرجات محادثات جنيف، "نجاح هائل" لأوروبا، قائلا في مقابلة حصرية مع الإذاعة الألمانية شبه الحكومية "دويتشلاند فونك" إن جميع القضايا المتعلقة بأوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" ولا تخدم مصالحهما "أزيلت" من الخطة المكونة من 28 نقطة، محذرا من أي اتفاق قد يأتي على حساب أوروبا أو أوكرانيا، معتبرا مسألة تنازل أوكرانيا عن أراض تعتبر أشد التنازلات خطورة بالنسبة لأي اتفاق بين موسكو وكييف.
في المقابل، قالت الرئاسة الروسية أمس، إن موسكو لم تتلق أي معلومات رسمية حول نص خطة التسوية الأميركية التي تم مناقشتها في جنيف، وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تتابع جميع التقارير المتعلقة بالتسوية في أوكرانيا لكنها لم تتلق بعد النص الرسمي للخطة المعدلة التي طرحت في جنيف، معتبرا أن مناقشة الخطة عبر وسائل الإعلام "غير مناسبة ولا يمكن اعتبارها ممكنة في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن الكرملين لا يملك معلومات حول نص الخطة التي تم التوصل إليها خلال الاتصالات الأميركية - الأوكرانية في جنيف، مضيفا أنه من غير المتوقع عقد اجتماع بين الوفدين الروسي والأميركي حتى الآن ولا توجد تفاصيل محددة بشأن المحادثات، موضحا أن موسكو تنتظر نتائج المشاورات الأوكرانية الأميركية في جنيف قبل اتخاذ أي موقف رسمي.
في غضون ذلك، تواصل القتال العنيف على الجبهات الروسية الأوكرانية كافة أمس، فيما وقع انفجار في مدينة تشيرنيغوف شمال أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة "أوبشيستفينويه نوفوستي" الأوكرانية، ودوت صفارات الإنذار في المقاطعة وكذلك مقاطعات دنيبروبيتروفسك وسومي وخاركوف، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت ودمرت نحو 93 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، مضيفة أنه تم إسقاط الطائرات المسيرة فوق أربع مناطق، بما في ذلك 45 طائرة فوق منطقة بيلغورود الحدودية وفوق البحر الأسود وبحر آزوف، ودمر مشغلو طائرات مسيرة من اللواء 72 التابع لمجموعة قوات الجنوب الروسية ثلاثة هوائيات اتصالات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من كوستيانتينوفكا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالة "سبوتنيك" إن عمليات الاستطلاع كشفت معدات تُوفر الاتصالات بين الوحدات الأوكرانية، وبعد التأكد من الإحداثيات، تم دك الأهداف بضربات دقيقة من طائرات مسيرة، مضيفة أن العدو فقد نقاط الاتصال في القطاع المحدد، بينما كشف القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن القوات الروسية وسعت نطاق سيطرتها في كونستانتينوفكا التابعة للجمهورية، قائلا "فيما يتعلق بكونستانتينوفكا، نشهد توسعاً في نطاق سيطرة القوات الروسية، لا سيما في الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من كونستانتينوفكا نفسها".