مختصر مفيد
ما هذا الذي يحدث في الجمعيات التعاونية؟ لقد دخلت إحداها، وشعرت ببعض التعب، فلم أجد كرسيا أجلس عليه، فتوجهت إلى مكتب المدير، وهو غير كويتي، وقلت له: كنتم تضعون كنبه مريحة، ومقعدين معدنيين إلى جانب المصعد، فلماذا أزلتموها ووضعتم كراتين ورق المحارم، ألم تفكروا بسيدة متعبة، أو رجل كبير السن يريد ان يجلس قليلا من التعب؟
ولم ينصع هذا المدير، فدخلت مكتبه في يوم آخر، وأنا منزعج، وقلت له مذكرا: ضعوا كرسيا نجلس عليه، لماذا نزعتم الكنبة ووضعتم تلك الكراتين؟
ولم يلقِ المدير لنا بالا، فياوزارة "الشؤون" أقيلوا هذا الشخص وأمثاله، وليتولَ منصب المدير كويتي يحب بلده، فلو كان الكويتي في بلد عربي لطردوه من المحل، ولن يتخيل المرء أن يحصل الكويتي على عمل في البلد العربي أبداً، بل سيتعرض للإهانة والإساءة، بينما العربي هنا في الكويت مكرم معزز، يسهل عليه الحصول على عمل، ولا يدفع ضرائب.
من عيوب هذه الجمعية التعاونية كذلك ان زجاجات الماء نقلت الى داخل الجمعية لمسافة تشعرك أنها نصف كيلومتر، فانزعجت للغاية، ودخلت على المدير، وقلت له: ضعوا زجاجات الماء عند مدخل الجمعية، ففي الصيف الحار الناس عطشى تريد شرب الماء، لا أن تذهب نصف كيلومتر داخل الجمعية، وكررت عليه القول مرتين، فأحضروا الماء فقط، لكنهم لم يضعوها كرسيا داخل الجمعية لكبار السن.
يُفترض ان يكون ترتيب السلع والمواد داخل الجمعية بطريقة منظمة، كما تفيد الدراسات، فيوضع الخبز، مثلا، على يمين المستهلك وهو يدخل الجمعية، وكذلك الصحف، وتوضع شيكولاتة الأطفال في رف ذي مستوى منخفض.
وقبل أيام دخلت هذه الجمعية، فشعرت بتعب، فأين أجلس؟ تمنيت ان أجلس حتى لو على كرسي بلاستيك، فلم أجد، ولما تسوقت في الطابق السفلي حاولت ان أرتاح فأين أذهب، هل للبنك المجاور وأجلس هناك، أم إلى مستوصف الجمعية لأن فيه كراسي؟ لا إحساس ولا مسؤولية، كما تظهر في بعض الجمعيات التعاونية تجاوزات مالية واختلاسات، فـتُحال الى الأجهزة المختصة.
في إحدى الجمعيات محل مكتوب على واجهته "جزارة"، هذا خطأ، طول عمرنا نقول في الكويت كلاما عربيا فصيحا، المفروض ان تُكتب كلمة "القصـاب".
نتمنى ان تُخصص كل جمعية استهلاكية مكانا لمقهى صغير داخلها، ليكتمل عملها وتخدم المستهلك بشكل متكامل.
[email protected]