تَخَلَّص مِمّا لا ينفعك

حوارات

يُفترض بالإنسان البالغ عمرياً، الناضج فكرياً ونفسياً، أن يمتلك القدرة والإرادة على التخلّص الدوري من الأشياء الزائدة في حياته، ومن الأشخاص السلبيّين، ومن العلاقات الفردية والأسرية والاجتماعية السميّة.

والمعيار الذي يرتكز عليه الفرد للتخلّص من العلاقات والمعتقدات والأشياء الزائدة عن حاجته، والأفراد السلبيّين الذين يضرّونه أكثر مما ينفعونه، يتمثّل في كون ما هو زائد ومكتنز بلا سبب منطقي يمنعه من المضي قدماً في مسيرة حياته، ومن بعض ما يتوجّب منطقياً التخلّص منه بشكل سريع في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

-العلاقات السميّة: تتّصف العلاقات الفردية والاجتماعية والأسرية السميّة بكونها تشابه الطفيليّات السّامة التي تتغذى على صحّة الانسان، وتستهلك طاقاته، وربما تجعل حياته جحيماً لا يطاق، ويتردّد بعض الأفراد في قطعها لأسباب عاطفية ساذجة، لا تستند على المنطق، فبدلاً من قطع العلاقة السميّة، فستجد أنّ بعض الأشخاص يحتار ويرتبك كثيراً، ويتردّد قبل أن يُقدم على قطع علاقته مع شخص، أو مع مجموعة أشخاص يخبره حدسه الفطري أنهم يمثّلون خطراً مباشراً على استقراره النفسي وأمنه الحياتي. ولو أنّه فكّر قليلاً في علاقاته المعوجة معهم، لأدرك أنّه حري به الخروج من هذه العلاقات المدمّرة بأسرع وقت ممكن وقبل فوات الأوان.

-المعتقدات الكاذبة: تترسّخ في عقل الانسان أحياناً أفكار وانطباعات شخصية زائفة يتولّد بسببها معتقدات كاذبة، لا تعكس واقعه الحياتي الحقيقي، لكن بسبب عدم تعوّده على المراجعة الدورية لما يدخل عقله من أفكار، وتغافله عن فلترتها بين الحين والآخر، فستجده يراوح مكانه، لا يتقدّم الى الأمام في أغلب جوانب حياته.

-التخلّص من الأشياء المادية عديمة الجدوى: يُطبِّق بعض العقلاء مبدأ منطقياً في حياتهم يتمثّل في تخلّصهم الدوري من الأشياء المادية المتكدسة التي تراكمت في منازلهم، ويروج في كثير من المجتمعات الغربية ظاهرة بيع الأثاث، والأدوات المستعملة في مرآب أو كراج المنزل، فبدلاً من تركها تتكدّس في المنزل، يمثّل التخلص منها بإلقائها في حاوية القمامة، أو بيعها بأسعار رمزية، أو التبرّع بها للجمعيات الخيرية أفضل خيارات منطقية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi