لا نحسد إنساناً، ولا دولاً، ولا افراداً، فلا هنا مكان للحسد في ظرف يغيب فيه الحسد، ويُستحضر الخبر.
في إيران في ظل ازمة الجفاف المستمرة، واحتباس الامطار، ووفق ما نشرت جريدة "الجريدة"، فإن طهران تستحضر عمليات تلقيح السحب لمواجهة ازمة الجفاف، وتقنية الاستمطار تقوم على تلقيح السحب بمواد كيماوية مثل بودرة الفضة.
إيران ليست الاولى او السباقة بالامطار الاصطناعية، وعلى ما اذكر فإن روسيا الاولى، وكذلك الامارات، وإيران رغم انها دولة زراعية تعتمد على الامطار والانهار الا أن تاخر الامطار في السنوات الاخيرة اصابهم بقلق.
لعلي اذكر روسيا السباقة كذلك دولة الامارات، احدى الدول الرائدة في تقنية الاستمطار الاصطناعية، نحن، واقصد دولتنا الحبيبة الكويت، من افقر الدول واكثرها ندرة في الامطار، والاولى في الجفاف، بل إن المطر ايضاً بعد ما كان يسقي ارضها وتخضر زروعها، بينما في الوقت الذي يفيض فيه جيراننا من امطار الخبر، تبقى الكويت يشيح عنها المطر، وكأننا منطقة معزولة عن جيرانها، بل عن الكرة الارضية، لا ندري إن كان طقس الكويت يخالف طقوس جيراننا، ام غياب الغيوم يشكل احد النذر المقبلة والمخيفة. احد الاخوة المقيمين، وهو من بلاد اسيوية التي لا ينقطع عن بلادهم المطر، يمزح معي ويقول: "لكم البترول ولنا الامطار هذا هو التقسيم الرباني"، إن الامطار احدى النعم الربانية، والمزن ليس الا حكمة الهية، فاحتسبوا يا اولي الالباب.
لكن هناك دول كثيرة تجاورنا، تعاني مثلنا من شح الامطار وطول الجفاف، او ندرة المطر، الا ان الفرق بيننا وبين هؤلاء هو انهم سارعوا لإيجاد بدائل اخرى، كالمطر الاصطناعي، وتبريد الاجواء وخلاف ذلك.
من المؤكد لا تغيب عنا تلك الحيل، لكن لعل حكومتنا تفكر في الاقل كلفة، والاسهل سبلاً، والاقل مالاً، فهناك دول تهمها راحة مواطنيها على تخرين المال، وهناك دول تطبق مقولة الفلس الاحمر لليوم الاسود.
لا بأس اذا خزنا الفلس الاحمر لليوم الاسود، لكن تخزين المال في مقابل الجفاف والحرمان في وقت يأتي صرفه، فهنا نجد ان تخزين المال عند الضرورة هو اقرب للبخل.
صحافي كويتي
[email protected]