حوارات
ورد في أحد الكتب القديمة "حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَعْرِفَ زَمَانَهُ، وَيَحْفَظُ لِسَانَهُ، وَيُقْبِلَ عَلَى شَأْنِهِ"، وهي حكمة تناسب كل وقت، لا سيما في عالم اليوم المضطرب، ولقد ورد في الحديث الشريف "من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه"، ويعرف المرء العاقل زمانه، ويحفظ لسانه، ويهتمّ بشأنه، عن طريق تطبيق بعض القيم والمبادئ والسلوكيات العقلانية التالية: -معرفة الزمان: يعرف المرء زمانه بدقّة عندما تقوى صلته بالواقع الحياتي المحيط به، وعندما ينظر الى ما يجري ويحدث حوله بشكل موضوعي، وعندما يعرف ما هو مقبول ورائج في بيئته المحيطة، وما هو ممتعض منه.
وعندما يعرف تمام المعرفة القيم والمبادئ، والسلوكيات الاعتيادية في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، ويحرص على التعرّف على اتجاهات البوصلة الأخلاقية العامة في مجتمعه، وما هي الميول الفكرية والروحيّة والأخلاقية التي تتّبعها الأغلبية، وما هي السلوكيات الفاشلة في زمانه، وما هي السلوكيات الفعّالة فيه، وكيف ينجح الناجحون، وكيف يفشل الفاشلون في المجتمع، وما هي القيم السلوكية التي يجب عليه اتّباعها بهدف عيش حياة متكاملة وناجحة ونافعة له ولمن يهمّه أمرهم.
-حفظ اللسان: يدرك العاقل أنّ ما يخرج من لسانه لا يمكن استرجاعه، وستجده الأحرص على اعتبار كلامه مطابق لأفعاله، من ناحية العواقب والنتائج، وحفظ الaلسان في كل مكان وزمان يمثّل الستراتيجية السلوكية الأكثر فعاليّة لحماية النفس، ولضمان عيش الانسان لحياته بشكل معتدل وبنّاء، ومن يحرص على مسك لسانه عندما يجدر به فعل ذلك، سيكون الأقدر على تحقيق النجاح الحياتي، وفقا لما هو ممكن في بيئته المحيطة.
-الاهتمام بالشؤون الشخصية: يهتمّ العاقل بشؤونه وخصوصياته، وأولوياته وأهدافه، ويسعى إلى تحقيق ما يعتقد أنه يستحقّه في حياته، ويمتنع عن الخوض في شؤون الناس الآخرين، وكلّ شأن لا يخصّه.
ومن يرغب في ألاّ يتدخّل الآخرون في شؤون حياته، لا يتدخّل في شؤون حياتهم.
فطوبى لمن عرف زمانه، وحفظ لسانه، وأقبل على شأنه، بدلاً من غمس يده ولسانه ونظره فيما ليس من شأنه.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi