في ظل نمو إنتاج القطاع العالمي إلى 700 مليار دولار وتأخر تنفيذ المشروع سنوات عدة
ناجح بلال
أرجعت مصادر نفطية مطلعة لـ"السياسة" تأخر تنفيذ مشروع مجمع "بتروكيماويات الدقم" بين مؤسسة البترول الكويتية وشركة أوكيو العمانية يعود الى تأخر رد الشريك الثالث، مؤكدة ان الجانبين الكويتي والعماني سيتجهان لتنفيذ هذا الصرح البتروكيماوي بمفردهما او بالبحث عن شريك ثالث جديد.
واضافت المصادر أن هذا المشروع كان يفترض الشروع في تنفيذه منذ فترة وتحديدا مع بدء التشغيل الرسمي لمصفاة الدقم أو خلال العام 2025 ولكن ظروف جائحة كورونا عرقلت تنفيذ إجراءات دراسات الجدوى لهذا المشروع لعدة سنوات، الى ان تم الانتهاء منها فعليا مطلع العام الماضي وتم عرضها على مجلس إدارة مؤسسة البترول خلال شهر إبريل من العام الماضي، حيث أكدت دراسات الجدوى أهمية المضي قدما في تنفيذ هذا المشروع الضخم لعوائده الضخمة المتوقعة للكويت وسلطنة عمان وايضا الشريك الثالث المحتمل.
وكشفت أن مؤسسة البترول تستهدف من تنفيذ مجمع بتروكيماويات "الدقم" تحقيق التكامل بين جانبي التكرير وصناعة البتروكيماويات، لاسيما وأن مصفاة الدقم أصبحت رائدة في صناعة المنتجات التي توفر اللقيم الدائم للمجمع المزمع تنفيذه مثل:النافثا وغاز البترول المسال فضلا عن سهولة الحصول على الغاز الطبيعي من مكامن الغاز العمانية.
واكدت المصادر أن مؤسسة البترول الكويتية تولي صناعة البتروكيماويات أهمية كبرى لاسيما وان حجم مبيعاتها عالميا يتجاوز 700 مليار دولار سنويا، فضلا عن نمو الطلب العالمي على الصناعات البتروكيماوية سنويا بنسبة تتراوح بين 3 و 4% سنويا.
وأرجعت نمو الطلب العالمي على صناعة البتروكيماويات في الأسواق العالمية الى استخدام منتجاتها كمواد أساسية في العديد من الصناعات المختلفة، كالتغليف وقطع غيار السيارات وبعض الأجهزة الطبية والمواد المطاطية التي تستخدم في نوافذ الطائرات والسيارات وكافة المركبات، كما انها تستخدم في صناعة الألياف والمنظفات ومستحضرات التجميل.
وذكرت المصادر ان الصناعات البلاستيكية تعتمد ايضا على البتروكيماويات بنسبة تزيد عن 90%، موضحة في الوقت ذاته أن شركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية حققت تفوقا ملحوظا في أرباحها خلال العام الماضي 2025/2024 تخطت 58 مليون دينار رغم التقلبات التي واجهت سلاسل الامدادات نتيجة التداعيات الجيوسياسية خلال العام 2023و 2024، متوقعة في الوقت ذاته نمو أرباحها خلال السنوات القليلة المقبلة، بالتزامن مع صفات الاستحواذ على بعض الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة البتروكيماويات عالميا على غرار توقيعها خلال العام الحالي على اتفاقية صفقة استحواذ بنسبة 25% على مجموعة المصانع البتروكيماوية في منطقة "ينتاي" الصينية " المملوكة لمجموعة وانهوا كميكال الصينية.
وعلى صعيد متصل أشارت المصادر الى أنه بعد موافقة مؤسسة البترول الكويتية على تنفيذ مصنع الأولفينات الرابع من المرجح أن تصل تكلفته لأكثر من نصف مليار دولار موضحة أن موافقة مؤسسة البترول على هذا المشروع جاءت بعد تأكدها من توافر اللقيم اللازم للمشروع الذي سيؤدي لتوسع الكويت في انتاج البولي إيثيلين والايثيلين والجلايكول الإيثيلين والمنتجات البتروكيماوية المتخصصة. ويجري حاليا تنفيذ عملية اختيار شريك المشروع المشترك.