19 بدلاً من 28 نقطة في المسودة الجديدة... ولافروف يلمح لرفض موسكو... والكرملين: سنبحثها بالوقت المناسب
جنيف، واشنطن، كييف، موسكو، عواصم - وكالات: على الرغم من ترقب استكمال المحادثات بين كييف وواشنطن، أكد مسؤول أميركي أن أوكرانيا وافقت على شروط اتفاق سلام محتمل، قائلا لشبكة "أيه بي سي نيوز" الأميركية أمس، إن الأوكرانيين وافقوا على مسودة خطة السلام المعدلة، إلا أنه أوضح أن هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي يتعين تسويتها، بينما أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاؤلاً حذراً، قائلا إن بلاده ترى آفاقاً عديدة يمكن أن تجعل الطريق إلى السلام حقيقياً بعد المحادثات الأميركية الأوكرانية التي جرت في جنيف، مضيفا على منصة "إكس" عقب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن "نتائج ملموسة تحققت، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل"، قائلا إن خطة السلام المقترحة تضمنت بعض التعديلات الجيدة، إلا أنه أشار إلى أن بعض القضايا الحساسة سيناقشها لاحقاً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وفيما من المرتقب أن يزور زيلينسكي الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات النهائية على الخطة، حسب ما أعلن أمين المجلس القومي الأوكراني للأمن والدفاع رستم أوميروف، أكد ستارمر أن محادثات جنيف حققت تقدماً بين أميركا وأوكرانيا للتوصل لخطة معدلة، واعتبر أمام مجلس العموم البريطاني أن المسودة الأولية للخطة تضمنت نقاطاً غير مقبولة رغم وجود بعض العناصر بالغة الأهمية مثل الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة وشركائها، مشددا على أن بريطانيا واضحة بشأن المبادئ الأساسية وهي ضرورة الحفاظ على سيادة أوكرانيا وأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في المستقبل، بينما في المقابل، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تتلقَّ الخطة المنقحة، لكنه ألمح إلى احتمال رفضها إن لم تراعِ روح المحادثات الأميركية الروسية التي جرت في أغسطس الماضي في ألاسكا، قائلا "إذا تم طمس ما اتفق عليه خلال قمة ألاسكا فسيختلف الوضع تماماً" في تلميح مبطن إلى الرفض.
من جانبه، أكد الكرملين أن موسكو تتفهم وجود تعديلات على النص المتداول لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددا على متابعة وبحث الخطة بالتفصيل في الوقت المناسب، وقال المتحدث دميتري بيسكوف إن موسكو تسلمت مسودة الخطة الأميركية التي تتوافق إلى حد كبير مع روح تفاهمات قمة ألاسكا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، مستدركا بأن بلاده لم تتسلم بعد نسخة الخطة المحدثة أو المعدلة والمتضمنة 19 بندا، موضحا أن أي نظام أمني مستقبلي يستدعي مشاركة أوروبية وهو أمر ستتم مناقشته في مرحلة لاحقة، لافتا إلى انتشار معلومات وتصريحات متناقضة حول الخطة ما أدى إلى حالة من الفوضى الإعلامية، لكنه شدد على اهتمام روسيا بتحقيق أهدافها عبر الوسائل السياسية والديبلوماسية من خلال خطة الرئيس ترامب التي قد تشكل أساسا مناسبا للمحادثات.
وكان مصدر مطلع كشف أن الاتفاقية المُحدثة لا تتضمن حداً أقصى للجيش الأوكراني على عكس النسخة الأولى التي نصت على تقليص عدد الجيش إلى 600 ألف، مشيرا إلى أن بند العفو عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الروسية الأوكرانية لن يدرج في النسخة الجديدة، بينما كشف النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني سيرجي كيسليتسيا صحيفة "فاينانشيل تايمز" البريطانية أن أول التعديلات تقليص عدد النقاط في المقترح السابق من 28 إلى 19، قائلا إن محادثات جنيف بدأت بأجواء متوترة لكنها انتهت بنبرة إيجابية، إذ وصل الأميركيون بداية وهم يشعرون بالإحباط بسبب التسريبات التي سبقت الاجتماع حول بنود مسودة الاقتراح الأولى، ثم استغرق الأمر نحو ساعتين من المحادثات بين رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك والوفد الأميركي لتهدئة الأجواء وإعادة الأمور إلى مسارها، مضيفا أن الجلسة الصباحية الطويلة مع الأميركيين سمحت للأوكرانيين بطرح مخاوفهم وطلباتهم، تلتها استراحة قصيرة ومراجعة تفصيلية نقطة بنقطة لخطة السلام المقترحة، كما أضاف كيسليتسيا الذي كان حاضرًا ضمن الوفد الأوكراني أن الاجتماع كان مكثفًا لكنه مثمر، وأسفر عن مسودة منقحة بالكامل جعلت كلا الطرفين يشعران بـ"الإيجابية"، قائلا إن المسودة الجديدة لا تشبه كثيرًا النسخة المسربة السابقة التي أثارت غضبًا في كييف، مضيفا أن نقاطاً قليلة جداً بقيت من النسخة الأصلية.
وبعد ساعات من المحادثات الدقيقة توصل الفريقان الأميركي والأوكراني إلى اتفاق حول قضايا عدة، لكنهما وضعا بين أقواس النقاط الأكثر خلافية، بما في ذلك القضايا الإقليمية والعلاقات بين "الناتو" وروسيا والولايات المتحدة ليقررها الرئيسان دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، فيما أكد الأوكرانيون أنهم لم يُمنحوا تفويضًا لاتخاذ قرارات بشأن التنازل عن أراضٍ، كما اقترحت المسودة الأصلية، وهو ما يتطلب وفقًا لدستور بلادهم إجراء استفتاء وطني.