- تعزيز التعاون الخليجي وتطوير آليات العمل لمواجهة التحديات
قال وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة الدكتور صبيح المخيزيم إن دولة الكويت تولي اهتماماً بالغاً بقضية الأمن الغذائي واستدامة الموارد الزراعية، عبر تسخير كل الإمكانات وتشجيع المزارعين.
جاء ذلك في كلمة الوزير المخيزيم، اليوم الأربعاء، خلال افتتاح الاجتماع الـ37 للجنة وزراء التعاون الزراعي والأمن الغذائي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تستضيفه الكويت.
وأضاف أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة، حيث يشهد العالم تحديات اقتصادية متسارعة تؤثر على الأمن الغذائي، مما يضاعف مسؤولية الدول الأعضاء في تعزيز التنسيق المشترك وتوحيد الموقف وتطوير آليات العمل الزراعي لمواجهة التحديات بثبات.
رؤية استراتيجية مشتركة
وبيّن المخيزيم أن الاجتماع يهدف إلى تحديد خريطة الطريق لأعمال التعاون الزراعي المشتركة، بما يعكس الإرادة الجماعية في حماية مستقبل الشعوب من خلال تعزيز منظومة الأمن الغذائي الخليجي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام، عبر رؤى استراتيجية قابلة للتنفيذ.
وذكر أن الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية، تحرص على حث المزارعين على زيادة الإنتاج عن طريق تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة، كالزراعة على مدار العام في البيوت المحمية واستخدام نظم الزراعة دون تربة للتغلب على قسوة المناخ ومواجهة ارتفاع النمو السكاني.
السنيدي: اضطرابات عالمية تتطلب حلولاً خليجية مبتكرة
منظومة غذائية موحدة
من جهته، قال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خالد السنيدي، في كلمته، إن هذا الاجتماع يأتي وسط اضطرابات متواترة تشهدها الأسواق العالمية في سلاسل الإمداد الغذائية، فضلاً عن التقلبات الاقتصادية والمناخية.
وأضاف السنيدي أن الاجتماع يستعرض عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك لمناقشتها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وفي مقدمتها المسودة الأخيرة لاستراتيجية الأمن الغذائي الخليجي، ومشروع بنك خليجي للأصول الوراثية النباتية للحفاظ على الأمن الوراثي للنباتات.
وأشار إلى أن الاجتماع سيناقش أيضاً مشروع الخدمات الاستراتيجية الخاص بدراسة إدارة وإنتاجية المزرعة بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القوانين والأنظمة واللوائح التنفيذية الهادفة إلى ضمان سلامة المنتجات الزراعية والحيوانية واستدامة الموارد الطبيعية.
نمو في القطاع الزراعي الخليجي
وأكد السنيدي أن دول مجلس التعاون تواصل جهودها لتطوير القطاع الزراعي لمواجهة التحديات، رغم صعوبة المناخ وندرة الموارد المائية ومحدودية المناطق الصالحة للزراعة، مشيراً إلى نمو القطاع الزراعي الخليجي بنسبة 6.8% لعام 2024، ومساهمته بنحو 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس، و2.5% من الناتج المحلي غير النفطي.
وذكر أن حجم التجارة البينية في المنتجات الزراعية والسمكية بين دول المجلس بلغ نحو 5 مليارات دولار، مسجلاً نمواً سنوياً بنسبة 7.4%، مما يؤكد مكانة السوق الخليجي كمنصة واعدة للتجارة الغذائية، لافتاً إلى أن دول المجلس تعمل على تعزيز أمنها الغذائي عبر تطوير منظومات التخزين الاستراتيجي وتحديث البنية اللوجستية وتحسين كفاءة التوزيع بما يرفع جاهزية إمدادات الطوارئ.
مناقشة المشروعات والخطط المشتركة
تم خلال الاجتماع مناقشة الخطط التنموية والاطلاع على أحدث التطورات في المشروعات المشتركة التي تعزز تكامل جهود دول المجلس في تحقيق الأمن الغذائي، فضلاً عن مناقشة إعداد الكوادر الوطنية وتدريبها على أحدث التقنيات وتوحيد الجهود من أجل تحقيق التطلعات المرجوة.
وناقش الوزراء خلال الاجتماع أيضاً أهم مؤشرات التطورات الزراعية في دول مجلس التعاون وما تعكسه من فرص وتحديات تستوجب تعزيز العمل المشترك وتكامل السياسات الزراعية، مؤكدين أهمية مواصلة العمل المشترك وتنفيذ القرارات والمبادرات المتفق عليها وتعزيز التعاون الاقتصادي لترسيخ التكامل الخليجي.