في محاولة لتمهيد الطريق نحو وضع تصوّر لإعادة إعماره وتطويره
أقيم في قلب العاصمة اللبنانية معرض "بيروت المرفأ" الذي يحكي العلاقة المتشابكة بين المدينة ومرفئها، وكيف ازدهرت إبّان الحكم العثماني 1299-1923، مروراً بالانتداب الفرنسي 1920-1943 والاستقلال، وصولاً إلى الانفجار الذي وقع عام 2020.
يحاول القائمون على المعرض، وهم مجموعة من المهندسين المعماريين والباحثين والأساتذة الجامعيين، تذكير الجمهور بتاريخ المرفأ منذ عام 1830، في محاولة لتمهيد الطريق نحو وضع تصوّر لإعادة إعماره وتطويره بما لا ينفصل عن تاريخ بيروت وثقافتها.
والمعرض الذي يستمر حتى فبراير 2026م، ويمتد على مساحة الطابق الثالث من "بيت بيروت" أو "مبنى بركات" إحدى أقدم عمارات بيروت الحديثة.
ويبدو المعرض أشبه بقاعدة بيانات وخريطة زمنية تحمل أبعاداً تاريخية، وتُؤسّس لربط الميناء بتاريخ المدينة واستعادة دورهما المتكامل الذي صنع هوية بيروت، المدينة المتوسطيّة المفتوحة على البحر والمترابطة مع محيطها، وفقاً لمنسقي المعرض.
وباقتباس الروائي اللبناني إلياس خوري فإن "بيروت مرفأ أُنشئت له مدينة" ويقدّم المعرض، إلى جانب الخرائط الزمنية، شريط فيديو ثلاثي الأبعاد يوضح حجم الأضرار التي أصابت المدينة والمرفأ عقب الانفجار.
وبعد مرور 5 سنوات على الانفجار، لا تزال أجزاء كبيرة من المرفأ أرضاً مهجورة مدمّرة.
وتشرح هالة يونس، وهي مهندسة معمارية وباحثة وأستاذة جامعية وإحدى منسّقات المعرض، كيف أن قراراً عثمانياً حوّل بيروت من قرية إلى مدينة متطوّرة منفتحة على العالم وتربط الغرب بالشرق.
وهذا القرار جعل مدينة بيروت ومرفأها ممرّاً إلزامياً للتجارة في المنطقة، عبر السفن القادمة من أوروبا إلى الشرق، وكي لا تنقل الطاعون والكوليرا كان لا بدّ أن تمرّ بهذا المركز الصحي الواقع في بيروت، بحسب منسقة المعرض.