المشاركون في الجلسة الختامية
في ختام جلسات ندوة شاعر الوطن وأيقونة الثقافة العربية بمعرض الكتاب
الحربي: منارة ثقافية ويمثل قامة عربية ناجحة تستحق الإشادة
عليان: شخصية مسكونة بحماسها وصدقها لقضية التغيير والانفتاح
أقيمت ضمن الأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ48، الجلسة الخامسة والختامية من ندوة "أحمد مشاري العدواني... شاعر الوطن وأيقونة الثقافة العربية"، بعنوان "مساهماته في الثقافة العربية" قدمها وزير التربية الأسبق الدكتور سعود الحربي، والباحث والإعلامي حمزة عليان، وأدارها الباحث والكاتب طلال الرميضي.
وتحدث وزير التربية الأسبق الدكتور سعود الحربي في طرحه البحثي عن دور العدواني في إثراء الثقافة العربية وقال: أتصور أن دور العدواني كبير من خلال ما أغنى به الثقافة العربية من شعر، ومساهمته في إنشاء المجلات الثقافية مثل عالم الفكر وعالم المعرفة، وأول أمين عام للمجلس الوطني للثقافة، مما جعله منارة ثقافية، وهذا أنشأ جدلية كيف أن المثقف يستطيع أن يدير مؤسسة ويؤسس مجلات، ولكن العدواني استطاع فعل ذلك، وضرب مثلا بأحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة، وأكد أن العدواني قامة وقيمة عربية يستحق الإشادة، وتمنى أن يكون هناك استمرارية دائمة في الاستفادة من القامات، وتكرار هذا التكريم مع الرواد، كي تعرف الأجيال هؤلاء الأوفياء للثقافة العربية.
وأوضح أن ما يعجبه في العدواني نجاحه، فلم يصدر له في حياته إلا ديوان شعري واحد، بسبب تفرغه للنهوض بالمؤسسات الثقافية وعلى رأسها المجلس الوطني للثقافة، وحرصه الشديد على نجاح عالم المعرفة وعالم الفكر وهما المجلتان اللتان تعدّان منارتين عربيتين، ويكفي الكويت فخرا أن المجلتين صدرتا على أرضها، كما أنه رجل متفانٍ في قضيته، وهو يحمل هم العروبة والثقافة العربية وكان صادقا مع نفسه ويتمتع بكاريزما معينة، واستفاد من المناخ الثقافي الموجود في الكويت، ومن دراسته في مصر، قبيل منتصف القرن العشرين، أيضا استفاد من الدعم المؤسسي في الكويت، والذي كان مطلق الحرية للثقافة وحرية التعبير والرأي العام، وهذا الكلام قاله أحمد أبو زيد في آخر مقالة كتبها في عام 1986م: "لم تتدخل وزارة الإعلام في التوجيه أو أي شيء من هذا القبيل".
وتمنى الحربي، من منظور الخطة العربية للثقافة، أن تتبنى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو التوجه الثقافي العربي، وأن تكرر هذه الفعاليات لتخليد أسماء الرواد الذين لهم شأن في الثقافة العربية.
من جهته تحدث عليان عن "علاقة أحمد مشاري العدواني مع المثقفين العرب... وأثره على الساحة الثقافية العربية، مؤكداً أن العدواني من الشعراء والمجددين في أربعينيات القرن العشرين له قصائد نشرت في مجلة "البعثة"، وهو شخصية مسكونة بحماسها وصدقها لقضية التغيير والانفتاح على الجديد، وكان وجها مشرقا بين رواد التنوير والتجديد في الكويت رجل ثقافة وفكر، ومن المؤمنين بالانفتاح والمعرفة واحترام الرأي الآخر، وترك للأجيال من بعده ثروة شعرية ضمها ديوانه "أجنحة العاصفة" و"أوشال"
وعندما تولى قيادة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كان على رأس أولوياته إصدار مطبوعات يرفد بها المكتبة العربية على نطاق واسع، وهو ترجمة لرؤيته الشاملة نحو الثقافة والمثقفين العرب، فكانت سلسلة كتب "عالم المعرفة" و"مجلة الثقافة العالمية" و"سلسلة التراث العربي".
وعن مستوى علاقته بالمثقفين العرب أوضح عليان أن الدكتورة دلال الزبن تشير إلى ملامح من مشروعه التنويري الذي آزره فيه رفيقاه عبدالعزيز حسين وحمد الرجيب، كما كانت صلته قريبة بشخصيات عربية وتعاونه معهم وذات وزن في الساحتين الثقافية والفنية أمثال: أحمد أبوزيد - فؤاد زكريا - محمد إسماعيل موافي - سعيد خطاب - رتيبة الحنفي - محمد القصاص - أحمد بهاء الدين - عبد الرحمن الشرقاوي - صلاح عبدالصبور. صاحب مشروع عربي يتسع لكل الأفكار والتيارات، جعل من الكويت عاصمة ثقافية عربية.
وعندما ظهرت النوادي الثقافية والمهنية في السنوات الأولى من الخمسينيات ظهر أحمد العدواني قُطبا من أقطاب "نادي المعلمين" وواحدا من رؤساء تحرير "مجلة الرائد".
وتابع: كانت أزهى فترة بتاريخ المجلس الوطني للثقافة تلك التي تولى فيها قيادته فترة أعطى للكويت وجهها الثقافي المشع في دائرتيه الخليجية والعربية.
وختم بقوله: من الصعب على أي باحث في تاريخ الكويت الثقافي أن يتطرق إلى هذا الموضوع دون أن يتوقف عند عطاءات الشاعر والأديب والمثقف أحمد مشاري العدواني، فقد ترك بصماته على الثقافة الكويتية والعربية، كما امتدت علاقته بالمثقفين العرب إلى أرجاء العالم ووصلت إلى أميركا.