الخميس 27 نوفمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مَا غَرَّكَ بنفسك أيها المَغْرور
play icon
كل الآراء

مَا غَرَّكَ بنفسك أيها المَغْرور

Time
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
د.خالد عايد الجنفاوي
حوارات

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (فاطر 5).

أتعجّب ممّن بلغ عمرياً، ومن المفترض أن يكون بلغ نفسياً وفكرياً، ولا يزال ينغمس في الغرور، لا سيما الغرور المفرط المتمثّل بالاعجاب الشديد بالنفس، فكيف بإنسان عاقل يدرك عواقب الغرور أنّ يخدع نفسه، وكيف به أن يسقطها بإرادته في هاوية جنون العظمة، وكيف به تناسي عواقب الغرور في الدنيا وفي الآخرة، ولعلّ من أسباب الانخداع السريع بالنفس في عالم اليوم المضطرب، بعض ما يلي:

-وَهْم المثالية: يغترّ أحدهم بنفسه عندما يظنّ أنه إنسان مثاليّ، لا ينقصه شيء إطلاقاً، ويتولّد وَهْم المثالية في العقل الإنساني نتيجة للاعجاب المفرط بملكة البيان (الفصاحة)، أو كمال الجسم، أو الذكاء الخارق، حتى يبدأ أحدهم يعتقد بأنّه ربما يكون أفضل عيّنة بشرية على وجه الأرض، والنتيجة الحتمية لوهم المثالية هي ارتكاب الأخطاء الكارثية المدمّرة بحقّ النفس.

- الانخداع بالمدح الكاذب: يغترّ بعض الأفراد بما يتلقونه من مدح مفرط وكاذب ممّن هم حولهم، ويبدأ يصدّق بعضهم هذا المدح الكاذب حتى تغيب عنهم تماماً حقائق أنفسهم، ويبدأون يتجشّمون أموراً لا تناسبهم، ويمارسون أفعالاً طائشة، ويطلقون كلامهم على عواهنه، ظناً منهم أنهم الأكثر كفاءة وذكاءً من الآخرين، ويؤدّي الانخداع بالمدح الكاذب الى إنهاك الفرد لنفسه روحياً وفكرياً وبدنياً، بينما يسعى بشكل مجنون لتأكيد أنه يستحقّ المدح الكاذب الذي يتلقّاه على ألسن المخادعين والمتلاعبين والمتسلّقين.

-المال والجاه والشهرة: يحصل أحد الأشخاص فجأة على مال لم يحلم بالحصول عليه، أو يُمنح منزلة لا يملك مؤهلاتها، وربما يبدأ يتلذّذ طعم الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي ويدمن عليها، وهي أمور تتسبّب غالب الوقت بتعرضه لصدمات نفسية شديدة نتيجة عدم أهليته الفكريّة أو النفسية أو الأخلاقية للثروة وللجاه وللشهرة.

-وهم الخلود: أسوأ المضاعفات الجانبية للغرور المفرط والمرضي هو توهّم الكائن البشري المغرور بأنه ربما يستطيع تحقيق خلود البدن بتمديد عمره طبيًّا بشكل يتجاوز العمر البشري البيولوجي الافتراضي.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار