سايمون كوتراك ومحمد الجارالله في المحاضرة
أقيم خلال الأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب، في المقهى الثقافي بالتعاون مع مركز "حروف" الثقافي محاضرة "تطوير الفكر العربي من منظور غربي" قدمها سايمون كوتراك من ألمانيا، وأدار نقاشها محمد الجارالله من مركز حروف.
وناقشت المحاضرة المعرفة بين التخصص والسطحيات، كما أجابت عن سؤال مفاده: هل يمكن إنقاذ العمق في زمن التبسيط، وكيفية تكريس التراث لخدمة الثقافة.
وفي تقديمه قال الجارالله: مركز حروف الثقافي غير ربحي يسعى لأن تكون المعرفة وسيلة لرقي المجتمع، من خلال عقد المحاضرات والجلسات والندوات الثقافية والفكرية.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن ملتقى الثقافة كمشروع، الذي يقدم رؤية عامة لتعزيز الوعي الثقافي لمستقبل المجتمع، من خلال تحليل الواقع ومناقشة الإشكاليات وتشجيع الحوار والبحث العلمي، باستعراض مجموعة محاور تتناول مسؤولية الإنسان عن المعرفة وانتشار الثقافة خارج سياقاتها المتخصصة، وتأثير وسائل التواصل في تشويه الأفكار، بالإضافة إلى مناقشة تداخل الثقافة في التجارة.
وقال الجارالله في تقديمه للضيف: يعد سايمون كوتراك من أبرز الباحثين الألمان الشباب حيث إنه متخصص في الدراسات العربية والإسلامية الحديثة، حصل على دكتوراه قسم دراسات الشرق الأدنى تحت إشراف نخبة من كبار المؤرخين في تاريخ العلوم والفكر الإسلامي، ويحمل ماجستير وبكالوريوس من جامعة كامبردج، تنقل أكاديميا بين الولايات المتحدة وأوروبا ومصر والهند والسودان، وشغل مناصب بحثية مرموقة في العديد من معاهد الدراسات في الشرق الأوسط، ونال الكثير من الجوائز التي تعكس مكانته الثقافية والعلمية.
وتابع: في زمن تتسارع فيه الأسئلة أكثر من الإجابات يعود الحديث عن التراث بوصفه أحد أكثر المفاهيم المركزية في تأكيد الهوية المعرفية والثقافية للعالم العربي، لكن ما هو التراث حقا هل هو النص القديم فقط أم ان التراث كمعني يجدد باستمرار كلما نظرنا إليه بعيون جديدة. وقال سايمون كوتراك في إجابته: اللغة مسألة، فهي دعوة لقراءة التراث، الذي يعد سردية يجب التعامل معها وقراءتها والتفكير فيها واستقبالها
مطالبا إعادة كتابة النصوص قبل النهضة، ومن ثم إعادة قراءة التراث الحديث بعيدا عن الأيديولوجيات السياسية والدينية، ومحاولة ربط الأفكار بعوامل مختلفة.
كما تحدث كوتراك عن ازدواجية اللغة وماذا أضافت للباحث، موضحا أنه بدأت في الجامعة تعلم اللغة، ثم ذهبت إلى السودان وأقام فيه سنة، كذلك ذهب إلى الهند ومصر.
وأجاب عن سؤال: هل بإمكاننا من خلال الترجمة اكتشاف التراث؟، بقوله: الترجمة من الآليات المعرفية والفكرية التي تجعل التراث في متناول الجميع وهذا يخلق أفكارا، فهناك مترجمون كبار خلدوا المعرفة... والترجمة في العصور الإسلامية كانت متميزة خاصة في العصر العباسي، كذلك هناك المعرفة اليونانية والهندية.
وتابع كوتراك بالنسبة لي التراث مفهوم واسع جدا، فقد يكون سلبيا وقد يكون إيجابيا، فالتراث يجعلنا نعيش بطريقة مختلفة، ويساعدنا على أن نحلل الحاضر بمنظور الماضي، فانا أدرس التراث الحديث، الذي يتعامل مع التراث القديم.
وطرح الجارالله سؤالا يتعلق باستخدام التراث في السيطرة والصراع الإيديولوجي، وما آليات دراسة هذا التراث وتتبعه وفهمه؟
ليؤكد كوتراك أن الاستشراق كان محاولة رسم صورة معينة عن المنطقة لمصالح إمبريالية، وهذا يفسر كيف يمكن للتراث أن يستخدم أو يبسط أو يشوش لصالح أحداث غير علمية أو علمية ليس للانفتاح ولكن للانغلاق.