الجمعة 28 نوفمبر 2025
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مهنا والماجد والحسن... أحيوا أمسية شعرية متواصلة مع الحياة
play icon
المشاركون في الأمسية
الثقافية

مهنا والماجد والحسن... أحيوا أمسية شعرية متواصلة مع الحياة

Time
الخميس 27 نوفمبر 2025
أقيمت في رواق الثقافة بمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ48

أحيا الشعراء نشمي مهنا ومحمد الماجد وإبراهيم الحسن، أمسية شعرية، ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ48، في قاعة "رواق الثقافي"، وأدارتها الأديبة أفراح الهندال.

وألقى الشاعر إبراهيم الحسين، قصائد قصيرة اتسمت بالتكثيف والتقاط الصور من مشاهد الحياة ليقول في قصيدة "رحيل الأصدقاء":

يرحلون ويرحلون صوب نظراتهم البعيدة،

لا يحمِلُونَ مَتاعاً غير عيونهم، لا دليل لهم غير قلوبهم

وكلما جَنّ عليهم الليل حَطوا رحلهم وتحسسوا عشب أرواحهم، جمعوا ما استطاعوا من اللغة وأوقدوها؛ ورفيقهم اللوعة.

أما قصيدة "أكفان إلى: د آلاء النجار"، فقد اتسمت بالرؤى التي تعبر عن الحزن:

لا يسأل الأبيض عن صنيعه، لا يسأل عما يجمعه من صمود، هو الأبيض الذي لا يسأل حتى لو أنه مشى في أعضاء تركها أصحابها متاعاً عنده وغادروها مسرعين، حتى لو أنه فعل ما يفعله، لا لشيء سوى أنه عَزمَ أن يشغل خيوطه بحكمة التلويح، وأن يعلمها أنه مقصور على صنع الظلال الباردة.

وبدت الصور الشعرية متواصلة مع الألم الذي في قلوب أطفال غزة، عبر قصيدة "الطفلة في الجوع": وتذهب الطفلة إلى كُمّي فستانها، إذ الأماكن أبعد من كفها التي تجمع بها الدمع وتبحث لها عن خيط، الطفلة تذهب أبعد وتتضاءلُ فِي نَبرتها تتضاءلُ في شَجَنِهَا، تَصِيرُ غَيْرَ مَرْئيّةٍ فِي الجوع وفي الحصار، تصير طفلة تبحث عن ممر في نبرة جارحةٍ ضيقة، طفلة تريد أن تصل إلى جدائلها فهي تعرف أنها في الجوار، وتعرف أن صدراً وذراعينِ سُوِيَا بِالغياب... سويا بِالرّيشِ الأسود المبعثر ولم يعد لهما أثر، تَبْنِيهِ أو تطيرُ فِيهِ الطفلة التي تذهب.

أما قصيدة "تغنّي وتتبع الأثر" فإنها تتحدث عن الاغتراب عن النفس: بما تقوله أوتارُ العود، تذكّرك بهجرتك من نفسك، بضرورة العودة إليها وبحاجتك الماسة إلى شرودك، يَصْمِتُ العود ليتيح لكَ جَمْعَ الضروري مما ألقيته في النسيان ولم تعد إليه، مما يعنيك ويُعرفك على الجهة التي عليك أن تسلكها، بالخرائط التي يَضْعُها بين يديك والتي عليك أَنْ تفتحها وتيمم صوب طريق العودة، أوتارُ العود بما تُوَقَعَهُ تُومِئ إليكَ أَنكَ تائه وبعيد عنها.

وأنشد الشاعر محمد الماجد قصائده التي أدخل فيها البعد الفلسفي، والبحث في النفس البشرية عن الأسرار التي تحتاج إيضاحاً ليقول في قصيدة "مقام حجازي"

قد أليَل الركب الحجازيون

أليَل من نواشز في "الهدا"

ونوى مسيلاً من خزامى

أليَلت أخواته بتميمتين من الندى

وخضين من مطر كفيف

بالإضافة إلى قصيدة "الكهرمان"، التي يتناجى فيها مع النفس، ثم قصيدة "أضرمت في رحلي"، والتي تبدو متفاعلة من النهج الفلسفي الذي يتبعه الشاعر في قصائده:

أضرمت في رحلي وأجلت المسافة

إنني باقي

أقلب في وجوه الرمل

أبحث في احتمالات الأكيد

كم من سكاكين سننت؟

وتناغمت قصيدة "مقادير" مع مفردات مفعمة بالحيوية والتواصل مع المشاعر الإنسانية:

أبرق الكأس

وغيم في الرؤوس

صبها كالقار

(يا قلب العنا)

قال (مقادير) على شفرة موس

يتفصدن

من (العود) ضنا

وأنشد الشاعر نشمي مهنا، قصائده تلك التي دارت في أفلاك إنسانية مزدانة بالجمال، ومحاولة استكشاف رؤى تبدو مبهمة لنا ليقول في قصيدة "من ثقب الليل":

الذي لم يحدث بعد، الذي لم نسمع وقع خطواته

على رخام انتظاراتنا، الذي يقترب، الذي لا يدق،

الذي يرف

الغائم الذي فقط يرف، الذي حلم، الذي لم نر

ظلاله قادمة الذي نهيئ له وردة وكأساً ومقاعد

وثيرة، وفسحة من انشغالات الليل بأهله

وتفاعل مهنا مع الليل، حينما أراد أن يتحدث عن الحياة بأشيائها التي تحير المتأمل فيها، وذلك في قصيدة "قبل أن تطير الفراشة:

لا شيء في هذا الليل، لا شيء في لحظته الآنية

ولا في موسيقاه ورذاذ المطر وهذا المقهى النائي

لا شيء في طاولاته وناسه وزواربه الصغيرة الهادئة الجارية

كلنا لتزجية الوقت ربما

أو كلنا نحدس بحدث لن يأتي

أما قصيدة "مرآة الوردة"، فإنها ترسم صوراً للواقع من منظور حسي متفاعل مع الخيال في أرقى أشكاله إذ يقول:

جمالك ليس في الصور، ولا في اللوحات والكولاج

رشقة اللون عصفور يقف على حواف الصورة

يتأهبُ لنقر النهر، والطيران به إلى يابسة أخرى جمالك يطيش في الهواء، وينغرس

لا يلمس بإصبع ولا تدركه جمهرة العيون

غرفتان إحداهما الألم.

وتضمنت قصيدة "لست في غزة ولا في قائمة الموتى"، وصف إنساني شعري متقن، لحال أهل غزة وما تعرضوا له من إبادة وحشية، بآلة صهيونية غاشمة:

آخر الأخبار