براك: لا بدائل... والمنسقة الأممية: شبح تجدد الحرب يلوح
بيروت، عواصم - وكالات: أقر السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى سورية توم براك بأن الجيش اللبناني يواجه صعوبات كبيرة في نزع سلاح "حزب الله" بسبب نقص التمويل وانخفاض رواتب أفراده، معربا لصحيفة "نيويورك تايمز" عن شكوكه في قدرة الجيش اللبناني على تحقيق هدفه المعلن المتمثل في نزع سلاح "حزب الله" بنهاية هذا العام، ومع ذلك، يرى المبعوث الأميركي أنه لا توجد بدائل لهذا المسار من حيث استقرار الوضع في لبنان نفسه وعلى حدوده مع إسرائيل.
وبينما أكد وزير المالية اللبناني ياسين جابر للصحيفة الأميركية أنه قد لا يكون من الممكن إتمام عملية نزع السلاح بنهاية هذا العام، داعياً إلى عدم انتظار معجزات من الجيش الذي يفتقر إلى الموارد، مشددا على أن تصرفات جيش الاحتلال الإسرائيلي تقوض جهود الجيش اللبناني، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال نداف شوشاني أن "حزب الله" لم ينزع سلاحه أو يفكك بنيته العسكرية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قبل عام، قائلا على منصة "إكس": "قبل عام واحد بالضبط، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، بموجب هذا الاتفاق، كان يجب على "حزب الله أن ينزع سلاحه بالكامل ويفكك بنيته العسكرية، لكنه لم يحقق في أي منهما"، مضيفا "بدلاً من ذلك، أمضى حزب الله عاماً في إعادة بناء وتسليح نفسه بدعم من النظام الإيراني"، مدعيا أنه "طالما أن حزب الله يشكل تهديداً، سنواصل بذل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا".
في غضون ذلك، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مناطق عدة في جنوب لبنان، ووفق وسائل إعلام محلية، استهدفت غاراتان بشكل متزامن نبع الطاسة ومحيط الجرمق – المحمودية في جنوب البلاد، بينما أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت أن الحوار والمحادثات وحدهما لن يحلا كل شيء، لكنهما سيساعدان في إرساء تفاهم متبادل حول الالتزامات العالقة وسيمهدان الطريق للأمن والاستقرار اللذين يسعى إليهما الطرفان على جانبي الخط الأزرق، قائلة في بيان إنه منذ عام واحد دخل تفاهم وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ ما أدى إلى تهدئة سريعة بعد شهرين من الأعمال العدائية المدمرة والمعاناة الإنسانية على جانبي الخط الأزرق، معتبرة التفاهم قدم بعضا من الأمل وزاد من التوقعات بإمكانية التوصل الى حلول أكثر استدامة في خضم فترة من التحولات في المنطقة، لافتة الى أن الوجود المعزز للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب البلاد إضافة الى القرارات المهمة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية شكلتا حجر الأساس لمسار نحو وضع طبيعي، مستدركة بالقول "مع ذلك حالة عدم اليقين لا تزال قائمة"، موضحة أنه بالنسبة لكثير من اللبنانيين لا يزال الصراع مستمرا وإن كان بوتيرة أقل حدة، مشيرة إلى أنه في ظل استمرار الوضع الراهن الحالي "سيظل شبح تجدد الأعمال العدائية يلوح في الأفق"، مشددة على أهمية الحوار والمحادثات للتفاهم حول الالتزامات العالقة.
من جانبه، انتقد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، مؤكداً أن سيادة لبنان وحرية قراره الداخلي "أهم من الخبز والماء"، وقال الوزير على منصة "إكس" موجهاً كلامه لنظيره الإيراني عباس عراقجي، إنه كان يرغب في تصديق أن إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني، إلى أن خرج مستشار مرشدها الأعلى محذّراً اللبنانيين من عواقب نزع سلاح "حزب الله"، مضيفا أن ما هو أهم بالنسبة إلى اللبنانيين هو "سيادتهم وحريتهم واستقلال قرارهم الداخلي بعيداً عن الشعارات الأيديولوجية والسياقات الإقليمية العابرة للحدود التي دمّرت لبنان ولا تزال تدفعه نحو الخراب"، فيما كان ولايتي زعم أن وجود "حزب الله" لا غنى عنه بالنسبة للبنان، قائلا إن الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد لبنان تُظهر أن وجود "حزب الله" بات أهم من الخبز اليومي والماء، مضيفا أن الخروقات الإسرائيلية المستمرة أظهرت للجميع النتائج الكارثية لنزع سلاح "حزب الله".