غزة، عواصم - وكالات: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية حربها العدوانية المدمرة على قطاع غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث كثفت استهدافها لمناطق متفرقة في القطاع، وأفادت مصادر محلية أمس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات نسف المنازل السكنية شرق مدينة غزة، وبالتزامن، أطلقت الآليات الإسرائيلية النار جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتواصل مدينة رفح جنوب القطاع، واعتقل جيش الاحتلال عدداً من المقاتلين التابعين لحماس والمحاصرين داخل أحد الأنفاق، زاعما أنه قتل 40 عنصراً من المقاتلين العالقين في تلك الأنفاق حتى اللحظة، وشنت طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال ساعات الصباح سلسلة غارات عنيفة استهدفت العديد من منازل المواطنين وممتلكاتهم في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وقال شهود عيان إن الطيران المروحي التابع لقوات الاحتلال نفذ قصفا مكثفا شرق مخيم البريج وسط القطاع.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 591 خرقا في أثناء الأيام الـ50 التي تلت دخول اتفاق إيقاف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما أسفر عن استشهاد 357 فلسطينيا وإصابة 903 آخرين و38 حالة اعتقال تعسفي، وقال المكتب في بيان إن الخروقات شملت 164 عملية إطلاق نار مباشر و25 عملية توغل و280 عملية قصف إضافة إلى 118 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية، معتبرا ذلك انتهاكا جسيما للقانون الدولي، محملا قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاعتداءات المستمرة، داعيا الولايات المتحدة والوسطاء ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل لإيقاف الخروقات وإلزام الاحتلال بما ورد في الاتفاق. في غضون ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران إن الحركة أجرت محادثات عبر الوسطاء مع إسرائيل لحل قضية مقاتلي كتائب القسام المحاصرين داخل نفق بمدينة رفح التي تحتلها القوات الإسرائيلية، غير أن تل أبيب ماطلت وقدمت شروطا تعجيزية وتراجعت عن مقترحات سابقة، مضيفا أنه منذ بدء قضية المقاتلين الموجودين في منطقة خارج الخط الأصفر في رفح التي تحتلها إسرائيل، أجرينا محادثات عديدة مع الوسطاء للوصول إلى حل يحفظ حياتهم، لكن الاحتلال كان يماطل ويطرح أفكارا تعجيزية، وأحيانا يطرح أفكارا ثم يتراجع عنها، متابعا أن ما يتعلق بالاستسلام وتسليم السلاح وبالتالي الاعتقال، طرح خلال بعض جولات التفاوض، لكنه كان مرفوضا من جانبنا، وهم يدركون أن مقاتليهم في الميدان لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الخيار، معتبرا أن الاحتلال الذي فشل في الحصول على صورة انتصار تتمثل في استسلام المقاومة خلال عامين من حرب الإبادة، أراد الحصول عليها عبر هذه الحادثة، والأمر لا يتم كما يريده الاحتلال، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال من بدأ بمهاجمة مقاتلي القسام في رفح، وهو الذي قصفهم واغتال عددا منهم.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار، قال بدران إن من عطل تطبيق الاتفاق هو الاحتلال، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، سواء بعدم فتح معبر رفح، أو استمرار عمليات الاستهداف داخل قطاع غزة، أو عدم إدخال المساعدات بالكميات المتفق عليها، أو استمرار الهدم الشامل في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال، مضيفا أنه فيما يتعلق بالجثامين الإسرائيلية فهي ذريعة يستخدمها الاحتلال للمماطلة.