وفاة ألف مريض أثناء انتظار فتح المعابر للعلاج
غزة، عواصم - وكالات: رغم الهدنة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة في غزة، حيث قصف مواقع عدة وشن غارات عنيفة على رفح ونفذ قصفا مدفعيا مكثفا على المناطق الشرقية من خان يونس أمس، هذا فضلاً عن استهداف مدفعية الاحتلال لمنازل في حي الزيتون والشجاعية شرق غزة، كما شهدت المناطق الشرقية من خان يونس داخل الخط الأصفر تصعيداً عسكرياً جديداً، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال نقاطا عدة بالقصف المكثف، بالتزامن مع إطلاق نار من المروحيات التي حلقت على ارتفاع منخفض، ما يعكس اتساع رقعة التوتر في المحور الشرقي للمدينة، وعلى طول الخط الأصفر شرق قطاع غزة، أغار طيران الاحتلال على مناطق عدة، مستهدفاً بالقصف الصاروخي أحياء الشجاعية والتفاح.
وبينما قالت حركة "حماس" إنها ستسلم رفات أحد الأسيرين المتبقيين للصليب الأحمر، فيما ذكر بيان لمكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب ستستلم عينات جثث ستُنقل من غزة عبر الصليب الأحمر ليتم إرسالها إلى الطب الشرعي، حيث لا تزال جثتا أسيرين متبقيين للإسرائيلي ران جفيلي والتايلاندي سودثيساك رينثالاك، أعلنت السلطات الصحية في غزة وفاة نحو ألف مريض أثناء انتظارهم فتح المعابر من أجل السفر لتلقي العلاج رغم حصولهم على نماذج ادارية تضمن تحويلهم طبيا للعلاج خارج القطاع، وقال مدير عام السلطات الصحية في قطاع غزة منير البرش إن لجان التحويلات الطبية المشتركة مع منظمة الصحة العالمية استقبلت منذ بداية الحرب نحو 22 ألف ملف حيث تم اعتماد 18100 من بينهم خمسة آلاف مريض بالسرطان وسبعة آلاف جريح وخمسة آلاف طفل، مضيفا أن جميع الملفات موجودة لدى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، مشددا على أهمية فتح معبر رفح البري في أسرع وقت ممكن، مشيرا لتجاوز عدد الجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات معقدة غير متوفرة داخل القطاع 170 ألف شخص اثر الانهيار الكامل للمنظومة الصحية ونفاد الإمكانات الجراحية.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري استمرار جهود الوساطة، قائلاً إن الخروقات التي سجلت تُثير القلق وتستدعي متابعة دقيقة، مشيراً إلى أن الدوحة تراقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عن كثب لضمان عدم انهيار الهدنة الحالية بين الأطراف، مؤكدا أن الحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد يمثلان أولوية في المرحلة الراهنة، موضحاً أن بلاده ملتزمة بالعمل على دعم مسار الهدنة والعمل مع الأطراف المعنية للحيلولة دون تدهور الوضع الأمني والإنساني في القطاع، قائلا إن قطر تثق بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودوره في دفع جهود الوساطة قدماً، مشيراً إلى الثقة أيضاً بالدور الذي يؤديه الوسطاء الإقليميون والدوليون لضمان تنفيذ بنود الاتفاق ووقف أي تصعيد قد يؤثر على مسار الهدنة، موضحا أن المجتمع الدولي يواصل متابعة تطورات الوضع في غزة، في ظل تحذيرات من أن أي خرق للاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد جديد يُفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكداً التزام الدوحة بمواصلة مراقبة الاتفاق والعمل على استمراره.
وبينما أكد الأنصاري ضرورة عدم السماح للاحتلال الإسرائيلي بعرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق، قائلا إن قطر وشركاءها الإقليميين يسعون للانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية بهدف الوصول إلى سلام يُنهي الحرب، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن المرحلة الأولى لخطة ترامب تقترب من نهايتها، مشددا في ألمانيا على أهمية تضافر الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار والمضي قدماً في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 بشأن غزة ونشر قوة استقرار دولية في القطاع في إطار حفظ السلام وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لسكان القطاع.