فرقة المسرح الشعبي اختارت انتقاد "طفرة" الحاضر بالرجوع إلى الماضي
تفاعلت مسرحية "تجمعنا قهوة" التي عرضت على مسرح الدسمة ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي بدورته الخامسة والعشرين، مع الكثير من القضايا التي تهم المجتمع، حيث ركز النص على مسألة مهمة مفادها: من هو المؤثر الحقيقي في المجتمع، وذلك من خلال استعراض الحاضر والماضي، كي تخلص المسرحية إلى أن المؤثر ليس ما تكشفه مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يتمتعون بنسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن المحتوى الرديء أو السيئ الذي يقدمونه، ولكن المؤثر الحقيقي هو ذلك الشخص الذي لديه قضايا وأفكار تهم المجتمع مثل الأدباء والمثقفين، والمسرحية قدمتها فرقة المسرح الشعبي، من تأليف الكاتبة المسرحية تغريد الداوود، وإخراج نصار النصار، وتمثيل مجموعة من نجوم الفن ومنهم جاسم النبهان، وخليفة خليفوه، وعبير الجندي وغيرهم.
"رؤى"
المسرحية اتخذت اسلوباً متواصلاً مع ما أفرزته التقنيات الحديثة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من قناعات، غير منطقية تتعلق بالتأثير، حيث رصدت المسرحية تلك الأمور من خلال رصدها الفرق بين المؤثر الذي نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يتمتع بنسبة مشاهدين كبيرة، رغم أن هذا الشخص لا يقدم فكرا مفيدا أو محتوى مهما، بل إنه يقدم أمورا لا علاقة لها بالأهمية أو القيمة، من خلال اختلاق مشاكل مثيرة، أو التخلص من القيم، لتقديم محتوى مخالف لعادات المجتمع وقيمه، أي أنه يُحدث صدمة في النفوس، أو أنه يأتي بأشياء لا معنى لها، وبالتالي فإنه يحصد المشاهدات التي ترفع رصيده وبالتالي يستفيد مادياً، أما المؤثر الحقيقي الذي رصدته المسرحية في رحلة عبر الزمن إلى الماضي الجميل، حيث المقاهي الثقافية التي كانت تجمع كبار الأدباء والمثقفين والفنانين، وكانت أدوارهم كبيرة في نهضة المجتمع وارتفاع ذوقه.
وتضمنت المسرحية عرضا عميقا لمسائل تتعلق بأهمية الثقافة والفنون الجادة في حياة الشعوب، من خلال استحضار الفنانين والأدباء الكبار الذين أثروا الساحة بإبداعاتهم القيّمة، بالإضافة إلى الحديث عن التراث من خلال أغاني أم كلثوم التي تربّت على صوتها الجميل أجيال كثيرة، في حين اتسمت الإضاءة بدورها الكبير في إبراز جوانب فنية كثيرة في المسرحية، بالإضافة إلى الديكور الذي عبّر عن المقهى، وكذلك تم استخدامه في إبراز جوانب أخرى للمسرحية، إلى جانب العرض المرئي في خلفيّة خشبة المسرح الذي كان يتغيّر حسب ما يتحدث عنه النص، وفي السياق ذاته، تميزت المسرحية بأزيائها وإكسسواراتها، وكذلك في المؤثرات الصوتية، وغير ذلك من عناصر العمل، تلك التي بدت فيها المشاهد متناسقة مع حركة الممثلين على خشبة المسرح.
المشاركين في العمل
فريق العمل، تأليف تغريد الداوود،إخراج: نصار النصار، تمثيل: جاسم النبهان، خليفة خليفوه، عبير الجندي، عبدالوهاب دشتي، أسامة حمد، محمد الشايجي، عبدالله الدبيس، عباس مال الله، جاسم أشكناني، فهد النبهان، حنين سالمة، الجوقة حور النصرالله، محمد مخصيد، خليفة المزين، دلال العلي،تصميم ديكور محمد الربيعان، تنفيذ ديكور: جاسم خريبط، إضاءة: عبدالقدوس إسماعيل،أزياء: نصار النصار،موسيقى: محمد النصار،مكياج: خالد الداود، دراماتورج: فلول الفيلكاوي.