الأربعاء 17 ديسمبر 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ازدحام الكويت... رسالة إلى سمو الرئيس والوزراء
play icon
كل الآراء

ازدحام الكويت... رسالة إلى سمو الرئيس والوزراء

Time
الثلاثاء 09 ديسمبر 2025
بسام فهد ثنيان الغانم

رسالة إلى سمو رئيس الوزراء ومعالي الوزراء الموقرين بشأن خطة وطنية لمعالجة الأزمة المرورية:

سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله.

معالي النائب الأول وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف

معالي وزير التربية

معالي وزير التعليم العالي

معالي وزير الأشغال

وكل مسؤول صادق يعمل لأجل الكويت.

تحية تقدير واعتزاز، وبعد،

لم يعد الازدحام المروري مجرد مشهد يومي مزعج، ولا حالة عابرة يمكن التغاضي عنها؛ لقد أصبح أزمة وطنية تمسّ حياة الناس، وتتعطل معها طاقات المجتمع، وتُهدر بسببها ساعات العمل، ويضيع وقت ثمين كان يمكن أن يُستثمر في التعليم والإنتاج، فيما تتحول الطرقات إلى استنزاف صامت يرهق الأسر ويضغط على الموظفين ويؤثر على جودة الحياة.

ومع تكرار المشهد ذاته كل صباح، يتساءل الجميع: هل من حل جذري، وهل يمكن للكويت أن تتنفس؟

وأؤكد: نعم، يمكن ذلك. فالحلول لا تبدأ دائماً من مشاريع بمليارات الدنانير، بل من تنظيم ذكي يعيد ترتيب حركة التعليم والعمل. وقد أثبتت تجارب قريبة، مثل خطوة جامعة الأمير سلطان في السعودية بتخصيص يوم أسبوعي للدراسة عن بُعد، أن قرارات بسيطة قادرة على تخفيف الضغط المروري، وتحسين انسيابية الحركة.

سمو الرئيس، معالي الوزراء؛ أضع بين أيديكم هذه الرؤية العملية المستندة إلى واقع الكويت وتجارب المنطقة والعالم، وهي مقترحات قليلة الكلفة، كبيرة الأثر، يمكن تنفيذها فورًا:

أولًا: التعليم...نصف الازدحام يبدأ من هنا، لانه يمثل الشريحة الأكبر من حركة السيارات صباحاً، ولذلك يبدأ الحل منه.

وأقترح تخصيص يوم رقمي أسبوعي لكل مرحلة، وفق توزيع لا يخلق ضغطاً جديداً:

1 - الأحد: عن بُعد لجامعة الكويت والجامعات الخاصة.

2 - الاثنين: عن بُعد للتطبيقي والمعاهد الخاصة.

3 - الثلاثاء: يوم رقمي للثانوية العامة.

4 - الأربعاء: يوم رقمي للمرحلتين المتوسطة والابتدائية.

هذه الخطوة تضمن:

– خفضاً مرورياً بين 40 و50في المئة.

– جاهزية أعلى للطلبة والمعلمين للتعليم الرقمي.

– تجربة وطنية مرنة يمكن الاعتماد عليها في الطوارئ.

ثانياً: يوم عمل رقمي لكل وزارة، إذ يجري تخصيص يوم واحد أسبوعياً للعمل عن بُعد لكل وزارة، وفق جدول منسّق، سيقلل آلاف السيارات، ويجعل التحول الرقمي واقعاً ملموساً.

ثالثًا: توزيع بدايات الدوام، وهذه الخطوة لا تكلف شيئاً، لكنها تؤثر كثيراً:

– جهات تبدأ 7:00

– جهات 7:30

– جهات 8:00

– الجامعات 9:00

هذا التنظيم يقلل الذروة الحادة ويعيد الانسيابية للطرق.

رابعاً: الدوام المرن، وهو نظام عالمي يمنح الموظف حرية اختيار وقت حضوره مع الالتزام بالساعات المطلوبة، وهو يحسن الإنتاجية، ويخفف الازدحام، ويمكن تطبيقه بسهولة عبر أنظمة البصمة الحديثة.

خامساً: النقل الداخلي

يمكن للجامعات والوزارات الكبرى توفير حافلات داخلية بين المواقف والمباني، لتقليل دخول الآلاف من السيارات اليومية. وهو نظام معمول به في جامعات المنطقة والعالم.

سادساً: حلول مرورية فورية:

– فتح المسارات الجانبية في وقت الذروة.

– تخصيص ممرات للباصات وسيارات الطوارئ.

– تشغيل غرفة تحكم ذكية بإشارات المرور.

– إنشاء مواقف متعددة الأدوار وزيادة استيعاب المواقف الحكومية.

سابعاً: التعليم والعمل الرقمي أصبحا ضرورة وطنية.

بعد تجربة "كورونا"، أصبح التعليم والعمل عن بُعد مهارة وطنية يجب ترسيخها، لا خياراً موقتاً. يوم رقمي أسبوعياً يضمن جاهزية الكويت لأي ظرف مستقبلي.

رسالة ختامية

سمو الرئيس، معالي الوزراء: الكويت بلد صغير بالجغرافيا، كبير بالطموح، ولا يليق بها أن يستنزفها الازدحام، أو يعطل مسيرتها التنموية. إن الحلول بين أيديكم، ولا تحتاج إلا إلى قرار شجاع ورؤية حكيمة وتنسيق فعّال.

إن شعب الكويت يستحق طرقاً بلا اختناق، ويوماً بلا نزيف وقت، ومجتمعاً يعمل وينتج بلا إرهاق، ويستحق أن يرى بلده تمضي بثقة نحو المستقبل.. بخطوات عملية تبدأ من اليوم.

حفظ الله الكويت ووفقكم لكل خير.

BSALghanem@

آخر الأخبار