الورشة أقيمت في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية
اختتمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورشة بعنوان "تقنيات فنية بأسلوب الفن المعاصر"، والتي أقيمت في مقرها بمنطقة حولي قدمها الفنان البحريني سيد حسن الساري، ضمن جهودها المستمرة في توفير منصات تدريبية تدعم الإبداع وتواكب التطورات الحديثة في الفنون البصرية، حيث تحرص الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية على تنظيم ورش متخصصة تعزز من مهارات الفنانين وترتقي بالمشهد الفني المحلي.
وبهذه المناسبة قال الفنان الساري إن الورشة هدفت إلى تطوير الأساليب الفنية لكل مشارك عبر إتاحة مساحة لاكتشاف اتجاهات وتقنيات متعددة في الفن المعاصر.
وأوضح أنه ركز على مساعدة كل فنان في تعزيز أسلوبه الشخصي وتطويره من خلال فهم كيفية التعامل مع الفراغ والكتل، واختيار الموضوع، وبناء الفكرة البصرية بشكل متكامل.
وأضاف الساري أن عدد المشاركين خضع لمنهجية تدريبية تعتمد أساليب الكوتشنج، وهو أسلوب يستخدمه في العديد من ورشه، حيث يمر المتدرب خلاله بمرحلة من العصف الذهني المكثف قد يظن خلالها أنه بلغ حدود قدرته الفنية، قبل أن يكتشف لاحقاً أن هذه المرحلة تمثل نقطة انتقالية تفتح أمامه خيارات جديدة وتوسع مداركه الإبداعية.
وبين الساري أن هذه اللحظة تمثل ما يشبه "جرس التنبيه" الذي يدفع الفنان إلى تخطي السقف الذي وضعه لنفسه والانطلاق نحو مستويات أوسع من الابتكار.
أوضح الساري أن وتيرة إنتاج الأعمال لدى المشاركين شهدت تطوراً ملحوظاً، إذ بدأوا العمل في اليومين الأولين بوتيرة بطيئة، قبل أن يحققوا قفزة واضحة في اليوم الثالث، حيث أنجز كل مشارك لوحة بحجم متر كامل، بعد أن كانت اللوحات الأولى لا تتجاوز 50 سم، ما منحهم مساحة أوسع للتجريب والتعامل بحرية أكبر مع الأساليب الفنية المختلفة. وبين أنه اعتمد في التدريب على نقل المشاركين من أسلوب التعقيد إلى أسلوب التبسيط، بما يتيح لهم رؤية أوضح وبناء العمل الفني بأسلوب أكثر نضجاً. وأشار الساري إلى أنه قدم للمتدربين مجموعة من الأسرار الفنية التي تسهم في إنتاج أعمال أكثر غنى وقوة، موضحاً أن أحد أهم هذه الأسرار هو كيفية التعامل مع سطح اللوحة.
وقال إن الفنان ينبغي أن يعرف كيف يغطي المساحات البيضاء ويشبعها بالألوان، لأن تجاوز المرحلة الأولى من التلوين يمهّد لظهور الفكرة وانتقال الفنان تلقائياً إلى الخطوة التالية في بناء العمل. وبين أن هذا النوع من الأساليب يقوم على العفوية والسرعة والبديهة في استخدام الفرشاة، ولا يعتمد على البطء أو التصنع أو التركيز المبالغ فيه، مشدداً على أن التحرر من تردّد البداية يفتح المجال أمام تدفّق الأفكار وتشكل العمل الفني بطبيعته وخصوصيته.
وأضاف الساري أنه عرض على المتدربين نماذج من أعماله الخاصة، وقدم شرحاً عملياً حول كيفية الاستفادة من المراجع البصرية الخارجية، وعدم الاعتماد فقط على الخيال الذاتي، موضحاً أن الخيال – مهما اتسع – يظل محدوداً ما لم يُدعَم بعناصر إلهام إضافية. وأكد أن الرجوع إلى مصادر مساعدة يسهم في إنتاج أعمال أكثر عمقاً وغنى، ويمنح الفنان أدوات جديدة للتعبير والإبداع. وختم الساري كلمته بأن قدم للمتدربين خلال الورشة مجموعة من المعلومات والمعارف التي جاءت ثمرة سنوات من التدريب والخبرة، بحيث شكلت الورشة مساحة لنقل هذه التجارب بشكل عملي ومباشر، بما يعزز مهارات المشاركين ويدعم مسيرتهم الفنية.
استخدام الألوان
التدريب على الابتكار