الأحد 14 ديسمبر 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
السَّكَنُ في جُحْرِ الضَبِّ
play icon
كل الآراء

السَّكَنُ في جُحْرِ الضَبِّ

Time
السبت 13 ديسمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يوجد حديث نبوي شريف، يبدو وكأنه يصف بدقّة التّبعية العمياء التي يمارسها بعض المسلمين في تقليدهم "الثقافة الغربية" في سلوكيّاتها النمطية، وربما اعجابهم وتأثّرهم ببعض عادات المجتمعات الغربية، خصوصا، ما هو مخالف لما يجب أن يكون عليه المرء المسلم الواثق من نفسه، والمفتخر بثقافته وبتقاليده الإسلامية (حتَّى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ)، وجحر الضبّ كريه الرائحة، ورديء الداخل، وربما يوجد فيه الحشرات المنتنة، والزواحف والحيوانات السّامة.

ووفقاً لوجهة نظري، توجد علامات واضحة تدلّ على الشخص الذي دخل بإرادته جُحْر الضَبّ، وسكنه وأقام واستقرّ فيه، وربما لا توجد لديه نيّة للخروج منه، ونذكر منها ما يلي:

- الاعتقاد بأفضليّة الثقافة الغربية: يعتقد من سكن واستقرّ في جحر ضبّ الثقافة الغربية وتشرّبها، بتفوّق كل ما يرتبط بها، وهو لا يظنّ أنه يوجد مثيل لما انتجه العالم الغربي من أدب وثقافة، وعادات وتقاليد وسلوكيّات "متحضّرة،" ويعاني هذا النفر ضعفاء الشخصية من تشوّش نظراتهم حول ما هو أخلاقيّ أو إنسانيّ فعلاً، فالحضارة والثقافة الغربية بالنسبة لهم تبقى في أعلى قمم الحضارات والثقافات الإنسانية، بينما يتناسى هؤلاء أنّ العلامة الدّالة على تفوّق ثقافة معيّنة كانت ولا تزال تتمثّل في كيفية حفاظها على كرامة الانسان.

- التقليل من قيمة الثقافة الإسلامية: يسكن أحد العرب أو المسلمين في أحد المجتمعات الغربية، ويبدأ يتثاقف مع الثقافة المحلية، وبشكل تدريجي يفقد هذا الشخص هويته الإسلامية "Acculturation".

وربما تبدأ تظهر تبعيته العمياء في تقليله لقيمة ثقافته الإسلامية، ظنًّا منه أنّه كلما قلّل من قيمتها، أو شوّهها أمام الغربيين سيتم قبول انتسابه للمجتمع الغربيّ، ويتغافل عن حقيقة أنّ الثقافة الغربية هي ثقافة عرقية عنصرية في أساسها.

- الإصابة بالأمراض النفسية الغربية: لدي اعتقاد شبه راسخ أنّه توجد رزمة أمراض نفسية محدّدة تشيع أكثر في المجتمعات الغربية دون غيرها، وأنه ربما يصاب بها من يعيش فيها، مثل الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب الشديد الذي يؤدي الى الانتحار، وفقدان الشهية العصابي، والبوليميا، واضطراب ما بعد الصدمة، وإيذاء النفس المتعمّد.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار