بعد ايام تحل الذكرى الثانية لتسلم صاحب السمو الامير الشيخ مشعل الاحمد زمام الحكم، وفي هذه المناسبة ثمة الكثير من الاضاءات على الانجازات التي تمت في غضون الاشهر الـ24 ، ومنها الاقتصادية والشراكات الكبرى مع شركات عالمية، ما جعل الكويت تنهض من كبوة طويلة.
كذلك لا بد من الاشارة إلى الورشة التشريعية الكبيرة والمستمرة في مطبخ القرار الحكومي، لا سيما المتعلقة بحياة الناس، والامن الاجتماعي الوقائي، وهو ما ساعد على جعل الكويت اكثر امانا.
لم يكن ذلك متاحاً لولا وجود رؤية حكيمة للكويت في المستقبل تقوم على إرساء رؤية إصلاحية شاملة تتضمن الاستدامة المالية، ومكافحة الفساد، وحماية الهوية الوطنية، مع تعزيز مكانة الكويت، إقليمياً ودولياً، من خلال الزيارات والمشاركة في القمم التي قام بها سموه، بالإضافة إلى اهتماماته بالتراث الثقافي.
كذلك عمل سموه على إطلاق رؤية لإصلاح مالي واقتصادي شامل، ووقف الهدر، وفي الوقت نفسه تعزيز علاقات الكويت العربية والدولية، وكل ذلك عملت عليه الحكومة تنفيذاً لتوجيهات سموه التي أطلقها في مناسبات كثيرة، بهدف تعزيز الدور الريادي للكويت، وقدرتها على مواجهة التحديات المختلفة ودفع عملية التطوير، وعجلة التنمية في شتى المجالات.
إن المتغيرات التي يشهدها العالم، والتحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة تحتاج إلى حزم في القرار، ولقد كانت توجيهات سموه في هذا الشأن للحكومة، حين أقسمت اليمين، فقد كان واضحاً بقوله: "إن هناك مرحلة عمل جاد تتطلب الإنجاز، وسأتابع شخصيا، ونحاسب المقصرين".
ولقد دعا سموه الحكومة إلى تحقيق نهضة شاملة في البلاد والالتزام بالشفافية، والمحافظة على المال العام، وتنفيذ المشاريع التنموية بسرعة التي طال انتظارها.
يشهد الجميع، لا سيما المقربين من مطبخ القرار أن سموه يتابع عمل الحكومة عن كثب، وهو ما يظهر من خلال توجيهاته المستمرة للجهات الحكومية، وتأكيده على أهمية الانضباط والشفافية.
لقد حدد سمو الامير في خطاب العشر الاواخر، من شهر رمضان الماضي، المعالم الواجب على مجلس الوزراء والمواطنين السير فيها من اجل اعادة الريادة إلى الكويت، فلقد قال سموه: إنني على يقين تام وبنفس مطمئنة، وبروح متفائلة وثقة كبيرة بالشعب الكويتي الأصيل على قدرته على تجاوز التحديات، وقد أثبت التاريخ ذلك، وبتوفيق من الله وعونه نحن متفائلون بغدٍ مشرق لوطننا العزيز، وستتوالى وتتحقق فيه الإنجازات والتطلعات وفق ترتيب أولويات تنموية طموحة، تحدث نقلة نوعية لن تتوقف بإذن الله، في كل مسارات التنمية المستدامة تتسم بالكفاءة والجودة، وتعزز التنوع الاقتصادي، والاستقرار المالي، وتؤدي إلى تخفيض وترشيد المصروفات العامة في ظل بيئة تقوم على تنوع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على النفط، وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في مشاريع الدولة".
فيما شدد سموه على "تحلي أبناء وطني العزيز بالصبر في ما يتعلق بالإصلاح، والبناء، وتصحيح المسار فما دُمِّر كثير وما عبث به خطير، وفي هذا المقام أبث إليكم جميعا رسالة اطمئنان بأن السلبيات مدبرة، والإنجازات مقبلة، وعلينا التمهل قليلا لنجني ثمارها قريباً".
إن اليوم تتشكل المسارات التي ارساها سموه خلال العامين الماضيين، على أن يستمر العمل الحكومي والمؤسسي في المستوى نفسه، لا سيما أن هناك امناء اثبتوا انهم على قدر كبير من المسؤولية، من سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إلى سمو رئيس مجلس الوزراء، الشيخ احمد العبدالله، والوزراء كافة، لذلك تستحق الكويت الاحتفال بالذكرى الثانية لهذه البيعة، وأن نقول لسمو الامير سمعا وطاعة.