حوارات
"إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرا بَصِيرا" (الإسراء 30).
يشير مصطلح "قلّة البَرَكة" في عنوان هذه المقالة الى انقطاع المال، وربما كثرة الديون، أو انعدام البَرَكَة في الأشياء التي يمتلكها الانسان، لا سيما عدم استفادته منها، وتقلّ البركة أحياناً في علاقات الانسان بالآخرين، وفي خسارته لمساعيه، وعدم قدرته على تحقيق بعض أهدافه الحياتية، وربما تقلّ البركة في الذريّة. ووفقاً لرأيي الشخصي، سلوكيات الانسان تُقَرِّر وتشكّل مستوى البركة في حياته، وقلّة البركة لا تحدث بلا سبب، فأعتقد أنّه يوجد بالفعل مجموعة محدّدة من السلوكيّات، والاختيارات الشخصية، تمثّل بعض الأسباب الأساسية لقلّة البركة، ومنها ما يلي:
- عقوق الوالدين الصالحين: يعقّ أحدهم بوالديه بإهمالهم وعدم تقديرهم وجفائهم، مع كون الوالدين أبوين صالحين، ولا يُستغرب قلّة البركة التي سيصاب بها العاقّ بوالديه، وعدم توفّقه في الحياة، وتعرّضه لاحقا لعقوق أبنائه، وأحياناً عدم بركة أغلب مساعيه.
- البخل: تقلّ بركة مال البخيل بسبب تقتيره على نفسه وعلى أهله وعلى عياله، وعلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، وهذا النوع من الأشخاص يقتّر ويشحّ على نفسه، ويكنز أمواله لمن لن يحمده أو يشكره.
- عدم تحرّي الرّزق الحلال: من لا يهتمّ بمعرفة مصادر ماله الذي يأكل منه هو وأبنائه، تظهر قلّة البركة في سقمه الجسدي والروحيّ والنفسي، وفي ضيق نفسه، واكتئابه، وربما في كثرة مشكلاته الأسريّة.
- سوء الخلق وقلّة البركة: يظلم أحدهم الناس الآخرين، وربما يستولي على حقوقهم، ويغتابهم، وينمّ بينهم، ويكاد ينعدم عنده الإخلاص والوفاء في كل ما يقوم به، فتقلّ بركة ماله، ويعقّه أبنائه، وتفشل أغلب مساعيه، وهي بعض دلائل قلّة البركة، والله أعلم.
- الغفلة عن ذِكْر الله تعالى: من يغفل عن ذِكْر الله يسيطر عليه هواه وشهواته، ويتخبّطه الشيطان، وتقلّ البركة في أغلب الأمور والأشياء في حياته، وفي المقابل، تزيد بركة مال وشأن المرء الذي يذكر ربّه على الدوام، لا سيما من يلزم قراءة القرآن الكريم، ويبارك الله عزّ وجلّ في أهله وذريّته، وتصلح أغلب أموره.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi