الخميس 18 ديسمبر 2025
13°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كوكبة إشرافية حَسُنَ اختيارها بعيداً عن الـ'براشوتات'
play icon
الافتتاحية

كوكبة إشرافية حَسُنَ اختيارها بعيداً عن الـ"براشوتات"

Time
الاثنين 15 ديسمبر 2025
أحمد الجارالله

‏الكوكبة المختارة للمناصب الإشرافية والتنفيذية التي أُعلنت أخيراً، لعلها فاتحة خير لتمكين الشباب من قيادة المرحلة الحالية، وضخ دماء جديدة في المؤسسات، لأنه حين يشفى الجسم من الأمراض يستعيد عافيته، وما ينطبق عليه ينطبق على الدول، فالإصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها.

في الكويت، وطوال العقود الثلاثة الماضية، ساد الاعتقاد أن الفساد أصبح له دولة عميقة في المؤسسات كافة، وقد رسخت جذورها إلى درجة بات من المستحيل اجتثاثها، ما يعني أن الإصلاح أصبح من المستحيلات، وأن الكفاءات لا نصيب لها في ممارسة دورها طالما هناك "براشوتات" تهبط على المناصب بقوة العائلية والقبائلية والطائفية، وغيرها من مصادر الإفساد، وهو ما أثر في المجتمع، حتى أصبحت "الواسطة" وسيلة مفضلة للناس.

طوال تلك العقود كانت المعاملة لا تمر إلا إذا دُعمت بـ"توصية" فلان المتنفذ، أو يكون مفتاحها "هذا ولدنا"، وغيرها الكثير، فيما كانت "الرشوة" الأساس، في التعيينات، وكذلك المصالح، والمناقصات، وتضخم الحسابات المصرفية، وغابت المحاسبة، ومن أين لك هذا؟

هذا الواقع عاشته الكويت طوال تلك السنين، رغم أن المحاولات كانت خجولة لوقف النزيف الذي وصل إلى حد الأكل من اللحم الحي، ووقف المشاريع، إلا تلك التي رضي عنها أصحاب الحظوة في المؤسسات، أو مجالس الأمة، وغيرها، لذا حين كانت الناس تصرخ لم تكن هناك آذان تسمع، فالجميع كان مشغولاً بتحصيل المكاسب.

اليوم تغير الوضع برمته، فالعهد أخذ على عاتقه المحاسبة والإصلاح، لذا العمليات الجراحية بدأت لاستئصال الأدران العالقة في جسم المؤسسات، وبدء اختيار أصحاب الكفاءات في المناصب الإشرافية بعد أن أثبتوا قدراتهم، وفهمهم العميق للإدارة.

لهذا، فإن الكوكبة الأخيرة المختارة في بعض المناصب جديرة بهذه المهمات، أكان في البلدية التي طال انتظار إصلاحها، أو "القوى العاملة"، أو وزارة الداخلية وغيرها، خصوصاً أن الندب والعمل بالوكالة استمر طويلاً، وكان من سيئاته أن القرار لم يكن مستقراً، بل سادت فيه الارتجالية خوفاً من التبعات.

الكويت فيها الكثير من الكفاءات الجديرة، وهو ما تحتاج إليه الدولة في هذه المرحلة الحساسة، فما ساد في العقود الثلاثة الماضية يتطلب الكثير من الجهود للخروج من مأزق وضعت فيه البلاد، جراء استشراء الفساد في كل مفاصل الدولة، لذا فإن الوقت قد حان كي يجني الشعب والدولة ثمار عمليات الإصلاح الجارية بهدوء، كي لا تكون هناك خطوات ناقصة تؤثر في الإنجازات المتحققة، والمتوقع تحقيقها.

هذه المهمة من صلب عمل مجلس الوزراء حالياً، المطالب باختيار الكفاءات الوطنية المخلصة كي تمارس دورها على أكمل وجه، والخلاص من التراجع الذي ساد في كل النشاط العام.

مرات كثيرة نبهنا إلى ذلك، ومنها أنه في 20 نوفمبر عام 2022 كتبت افتتاحية بعنوان "يا ولاة الأمر... ادرسوا قصة الشاب الأرمني سنان"، ملخصها أن "من يصلح للتدمير، ليست لديه القدرة على التعمير"، وتحكي قصة المهندس المعماري الأرمني مع السلطان سليمان القانوني، لكن للأسف لم يكن هناك من يصغي، أما اليوم فقد بدأنا نرى خطوات الإصلاح واقعاً لأن القيادة حزمت أمرها كي تعيد للكويت ريادتها.

آخر الأخبار