الخميس 18 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قانون المخدرات والتطبيق بحزم
play icon
كل الآراء

قانون المخدرات والتطبيق بحزم

Time
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
حمد سالم المري
صراحة قلم

كل يوم تزداد جرائم القتل، وتزيد بشاعتها... جرائم تقشعر منها الفطر السليمة، قاسمها المشترك تعاطي المخدرات والمسكرات.

نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال عن الخمر: إنها أم الخبائث، كونها مسكرة، وتذهب بالعقل، وتجعل متناولها مثل البهيمة يتصرف بلا عقل، فكيف إذا بالمخدرات التي هي أشد فتكاً بالعقل من الخمر؟ حتما ستكون منبع الخبائث والمنكرات.

نحن في الكويت نعيش في دولة صغيرة، بمساحتها الجغرافية، غنية بموادها، تقع في أهم مثلث لمرور المخدرات والاتجار بها، كونها تتربع على رأس ساحل الخليج العربي، ويجاورها العراق شمالا، ومن ورائها لبنان وإيران شرقا، ومن ورائها أفغانستان. وكما نعلم أن مصادر المخدرات في المنطقة هي لبنان وإيران وأفغانستان حيث توجد مزارع الحشيش ومصانع المخدرات التي يديرها ويحميها "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله"، أما أفغانستان فهي تعتبر من أكبر دول العالم زراعة للحشيش، ولهذا أصبحت الكويت مركزاً مهماً لتجار المخدرات من ناحيتين الناحية.

الأولى كونها تعتبر في نظرهم منفذا لجزيرة العرب بجميع دولها الخليجية، أما الناحية الثانية بسبب ارتفاع الدخل المادي لمواطنيها، مما أثار طمع هؤلاء التجار في ترويج المخدرات بين صفوف أبناء الكويت.

ولهذا زاد انتشار المخدرات بأنواعها، وزادت معها جرائم القتل، والتعدي على الأنفس من المتعاطين، فبلغ عدد قضايا المدمنين الواردة للنيابة خلال الفترة من 2012 و2021 (7684 قضية)، فيما بلغ عدد قضايا الاتجار والترويج (20029 قضية)، وبلغ عدد المتهمين (26232) 51.4 في المئة منهم كويتيون، حكم على 157 متهما منهم بالإعدام، و1125 بالمؤبد، وتوفي 34 شخصا نتيجة التعاطي.

كثرة انتشار هذه الآفة سببه هو غياب رقابة الأسرة، وعدم الغرس في أنفسهم الوازع الديني، وتركهم مع رفاق السوء، مع توافر المال، وهذا ما أدى إلى توجه الكثير من المتعاطين، إلى الإدمان على الشبو، الذي يعتبر أخطر أنواع المخدرات التي تجعل المتعاطي كالوحش الذي لا عقل له، فيرتكب جرائمه بدم بارد، ولا يشعر باي شيء حوله.

تجديد قانون المخدرات، وتشديد العقوبات الصارمة على التاجر، والمروج، والمدمن، أمر مطلوب، رغم تأخره لسنوات كثيرة، لأن بسبب هذا التأخر، زاد انتشار المخدرات، وزادت معها الجرائم، ولهذا فإن الصرامة والشدة في العقوبات والحزم في تنفيذها، تعتبر أحد الأسباب محاربة المخدرات، لكنها لن تكون الوحيدة، خصوصا أن الكثير من المتعاطين، وصلوا إلى مرحلة الإدمان الذي يصعب عليه الإقلاع عنه، وهذا هو ما يحرص عليه تجار المخدرات، حتى تستمر تجارتهم في الرواج، فيجب أن تكون هناك ستراتيجية متكاملة تنفذها الحكومة، طوال الوقت، لمحاربة هذه الآفة تشترك فيها وزارات الدولة، مثل الإعلام، والتربية، والشؤون الإسلامية، لخلق ثقافة عامة لدى المجتمع لمحاربة هذه الآفة.

al_sahafi1@

آخر الأخبار