الخميس 18 ديسمبر 2025
13°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الإسكان  150 ألف وحدة سكنية بين التصديق والتأويل
play icon
كل الآراء

الإسكان 150 ألف وحدة سكنية بين التصديق والتأويل

Time
الأربعاء 17 ديسمبر 2025
حسن علي كرم

أعلنت هيئة الاسكان بلسان احد المسؤولين انها بصدد بناء 150 الف وحدة سكنية في غضون السنوات المقبلة، على ان يتم هذا المشروع الاسكاني الاضخم بالتعاون بين الاسكان والقطاع الخاص.

من جانب اخر صرح مسؤول اسكاني أن الحكومة بصدد الاتفاق مع كوريا الجنوبية لتنفيذ مشروع حكومي.

هذا جيد لكن يأتي هذا الاعلان فيما الزمت الحكومة ملاك الاراضي غير المستغلة بالتصرف بها، اما ببيعها او بنائها، وقدمت انذارات لملاك الاراضي وهذه ليست المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة، اذا تساهلت مع قراراتها، التي عادة تتراجع عنها. اما المواطنون يعلمون طيبة الحكومة، وتراجعها عن قرارت "العين الحمرة"، لكن هناك من تفاعل مع الانذارات الاخيرة، إذ وقف السماسرة وتجار العقارات، هناك انخفاض باسعار العقارات غير معهود، وهؤلاء ينسبون السبب الى قرار الحكومة بشأن الاراضي الفضاء غيرالمستغلة، وبالتزامن مع سحب الجناسي.

هناك حديث غير مؤكد يدور بين بعض العارفين او ناقلي "الحجي" خصوصا التي تتداول اطرافها عبر الديوانيات، وعلى طريقة يقولون، ان هيئة الاسكان بصدد تقليص مساحات البيوت من 400 متر الى 250 متراً.

انا رغم انني بعيد عن الاسكان ولويته، والمباني الجاهزة، اقول: كل شيء ممكن يصير، فالبيوت الحكومية في بداياتها، اي خمسينات وستينات من القرن الماضي، كانت مساحة بيوت مناطق الدسمة والدعية والمفوع الشرقي وكيفان ومناطق اخرى لا تزيد عن 250 متراً، وكانوا يسمونها "البيوت السود"، وبالعودة إلى قرار الاسكان عزمها بناء 150 الف وحدة سكنية في المساحات المتبقية من البلاد، فإن هذا الاعلان او مثله ليس جديداً، فالحكومات السابقة دأبت على ترويج تصريحات مماثلة، الا أنها ما تلبث ان تتراجع، ويطير القرار في الهواء، لكن يتزامن هذا في الوقت الذي لا تزال الحكومة منهمكة بسحب الجناسي وانذار ملاك الاراضي بالتصرف في اراضيها، ومع تقليص مساحات البيوت اذا صح إلى 250 متراً مربعاً، مع نظام بناء البيوت الجاهزة، ورغم عهدنا بالحكومات السابقة كانت تصرح بمثل ذلك ثم تتراجع.

عدد طالبي الاسكان قبل قرار سحب الجناسي كان في حدود 116 الف طلب، في الوقت الذي سمحت الحكومة لحائزي القسائم في المناطق الجديدة، مثل المطلاع وسعد العبدالله وغيرهما، بالشروع في البناء، وهذا معناه تقلص العدد، ربما إلى النصف، وحتى لو كان هناك طلبات جديدة لن يصل عددها إلى 150 ألفاً في خلال السنوات القليلة المقبلة.

يبقى السؤال: هل الحكومة جادة، ام مجرد تصريحات والناس نساية؟

في كل الاحوال ليس المهم التصريحات الحكومية، انما الخوف تبديد مليارات من الدنانير في الهواء، وعليه يبقى السؤال 150 هل نصدق تصريحاتها ام سد حنك؟

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار