المتقاعد...لا تَمُتْ وأنت قاعِدْ

حوارات

ربما يكون مصدر مصطلح "التقاعد" مشتقّاً من كلمة قَعَدَ، أي جلس، ويتقاعد الانسان عندما يتوقّف عن الاهتمام بشيء ما، أو يتركه، والمتقاعد هو من توقّف عن مزاولة الوظيفة بسبب بلوغه السنّ القانونية للتقاعد، أو ربما بسبب رغبته في الاستقالة من العمل، والتفرّغ لأشياء واهتمامات حياتية أخرى.

وبالطبع، من المفترض ألاّ يكون التقاعد توقفاً تاماً عن متابعة الأولويات والأهداف الشخصية، لكن يبدو يوجد بعض أشخاص ربما يعتبرون التقاعد يمثّل بالنسبة لهم موتاً نفسياً وروحياً مجازياً، أو تركاً تاماً لأي نشاط بدني، أو فكري، أو نفسي يفيدهم.

ومن بعض أسباب اعتبار بعض الأفراد التقاعد وكأنّه يشابه الموت، وكيفية التعامل بشكل ايجابي وبنّاء مع هذه المرحلة الذهبية من عمر الانسان ، نذكر ما يلي:

- عدم الاستعداد لما بعد التقاعد: يتغافل أو ربما يتكاسل بعض الأفراد عن الاستعداد المناسب لمرحلة ما بعد التقاعد، وربما يظنّ بعضهم أن هدفهم الوحيد بعد التقاعد يدور فقط حول التمتّع بالراحة البدنية والنفسية، ويغيب عنهم أنّ التقاعد من الوظيفة لا يعني التقاعد التّام عن مواصلة مسيرة الحياة، ومن المفترض أنّ يعدّ المرء العاقل العدّة المناسبة لعيش حياته بشكل يجعل تقاعده، عن الوظيفة يمثّل بالنسبة له مرحلة حياتية جديدة.

- الاهتمام بالأبناء وبالأحفاد: ينشغل الانسان أحياناً بشكل كبير في أداء مهماته الوظيفية بشكل ربما يجعله ينشغل كثيراً عن الاهتمام بشكل مناسب بأسرته، وأبنائه أو أحفاده، وربما يظن بعض المتقاعدين أنّ أبناءهم أو أحفادهم، ربما لا يحتاجونهم بعد مضي سنوات طويلة من قلّة التواصل والاهتمام.

لكن من المفترض أن يركّز من يتقاعد على تعويض ولو جزءا بسيطا مما افتقده هو وأبناؤه، أو أحفاده، من مشاركة إيجابية وبنّاءة بينهم، ويبدأ يتقرّب أكثر إليهم، ويشاركهم بعض اهتماماتهم، وربما يفيدهم ببعض خبراته الحياتية، ويتحدّث إليهم، وينصت لهم إنصاتا حقيقيّا.

- تحقيق الأمنيات الشخصية المؤجّلة: يتوافّر فرص بعد التقاعد لتحقيق بعض الرغبات والامنيات الشخصية التي أجّلها الانسان بسبب انشغاله بوظيفته، أو في الاهتمام بأسرته، ويمكن له أن يبدأ في تحقيقها بعد تقاعده.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi