وجهة نظر
لا شك أن العقول تتفاوت تفاوتاً عظيماً، كما بين السماء والأرض، فهي على درجات، وكذلك ما يستحسنه الانسان، ويستقبحه من الأطباع، فمهما تناقشنا في أي مجال من مجالات الحياة فلا بد من وجود الخلاف العظيم، والجدال السقيم، فإذا لم يكن هناك مرجع وأصل يرتكز عليه كلا المتخاصمين، فلا يمكن بعد ذلك الوصول إلى نقطة اتفاق. فالمسلمون جميعهم متفقون على أصل عظيم به يُرفَع الخلاف بينهم، ويكونون بعده في ألفة واتفاق، وهذا الأصل هو كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).
فالموت الاكلينيكي، وهو توقف الدماغ تماما عن وظائفه، رغم من كون الدم لا يزال نابضا في جسده، فتكون استجابة الدماغ منتهية تماما لأي وظيفة للجسم أو إشارة.
فموقف المسلم من هذا الحدث، أولا: الرضا بقضاء الله وقدره. ثانيا: احتساب الأجر في هذا المريض من رعاية صحية. ثالثا: الاعتقاد الجازم بأن ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء؛ فعدم اليأس من شفائه شعار كل مسلم. فالانسان لابد له من البحث عن حلول لانقاذ أخيه؛ فانقاذ الانسان من الموت أجره عظيم عند الله، سبحانه، كما قال تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، وكما قصة المرأة التي انقذت كلبا من الموت بشرب ماء فدخلت الجنة، فكيف يكون الأجر في الانسان؟
فقد جاء في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من جهله". فالواجب هو البحث عن شفاء هذا المرض الذي هو من أصعب الأمراض في الوقت الحالي، كما كان الطاعون وغيره من الأمراض صعبة في زمانها، حتى اكتشف ما هو دواء لهذه الأمراض. فالمسلمون يراعون هذا المريض، ويحتسبون الأجر فيه، ولا ييأسون في البحث والتحري عن علاجه، وإن طال بهم الزمن، فالمريض قد يكتشف له العلاج بعد زمن طويل، وهذا مشاهد في كثير من الأمراض.
أما ما يفعله الغرب من قتل هذا المريض فهو في الحقيقة قتل للنفس، وعجز عن الاجتهاد لحل المشكلة، فلو قدر بعد زمن قريب وجود علاج لهذا المرض، فما موقفك بالذين قتلتموهم من آباء وأمهات؟
فهذه حقيقة الوحشية وعدم الرحمة للمريض، وعدم مراعاة شعور أهله، أليس لهم الحق في العلاج، والصبر عليهم، والبحث وعدم اليأس بل كل ما زاد الأمر شدة زاد اقتراب الحل له.
عبدالرحمن مشاري حمود الحرفه العازمي
كلية الدرسات التجارية - تخصص قانون.