الجمعة 19 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
آراء طلابية

الذكاء الاصطناعي بين تسهيل الحياة وتهديد الخصوصية

Time
الخميس 18 ديسمبر 2025
سلطان عبدالله المطيري
وجهة نظر

يُعد الذكاء الاصطناعي من أبرز التحولات التقنية في العصر الحديث، إذ أسهم بشكل كبير في تسهيل حياة الإنسان وتطوير مجالات متعددة، مثل الطب والتعليم والصناعة والخدمات.

وقد مكّنت هذه التقنيات المتقدمة من تحليل البيانات بسرعة ودقة غير مسبوقة، مما عزز كفاءة القرارات، ورفع مستوى الأداء في مختلف القطاعات. ورغم هذه الفوائد الواسعة، لم يخلُ انتشار الذكاء الاصطناعي من جدلٍ متزايد، خصوصاً في ما يتعلق بخصوصية الأفراد وأمن بياناتهم.

فقد أدى الاعتماد المتزايد على الخوارزميات إلى جمع كميات هائلة من المعلومات الشخصية، ما أثار مخاوف حول كيفية استخدامها، وإمكانية استغلالها دون علم أصحابها، أو تسريبها بطرق تهدد الأمان الشخصي والمجتمعي.

كما برزت أبعاد أخلاقية وقانونية لهذا الجدل، خصوصا مع استخدام تقنيات التعرف على الوجوه، والمراقبة الذكية، واتخاذ القرارات الآلية.

ففي حين يرى البعض أن هذه التقنيات ضرورية لتعزيز الأمن وتقديم خدمات أكثر دقة، يحذر آخرون من تحولها إلى أدوات للرقابة المفرطة وتقييد الحريات الفردية، مما يفرض تحديا حقيقيا أمام المشرّعين وصناع القرار.

وفي خضم هذا النقاش، يتضح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية محايدة، بل قوة مؤثرة تعكس كيفية توظيف الإنسان لها. فالفائدة الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال أطر قانونية واضحة، وثقافة مجتمعية واعية، تضمن التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية الحقوق الأساسية للأفراد.

في نهاية المطاف، يبقى الذكاء الاصطناعي إنجازاً علمياً لا يمكن إنكاره، لكنه في الوقت نفسه يفتح باباً واسعاً للنقاش حول مستقبل الخصوصية الإنسانية. فنجاح هذه التقنيات لا يُقاس فقط بقدرتها على تسهيل الحياة، بل بمدى احترامها لكرامة الإنسان وحقوقه في عالم رقمي سريع التغير.

سلطان عبدالله المطيري

كلية الدراسات التجارية - تخصص قانون

آخر الأخبار