خفض نسبة الفائدة ينعش صناعة البتروكيماويات بعد سنوات من الخسائر

أسعار اللقيم والأحداث الجيوسياسية والمنافسة الصينية وراء ركودها

ناجح بلال

أكدت مصادر مطلعة لـ"السياسة" أن تخفيض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي للمرة الثالثة على التوالي خلال العام الحالي 2025 سينعكس بصورة إيجابية على قطاع البتروكيماويات المحلي والعالمي، بعد ان ساهم ارتفاع الفائدة في السنوات الأخيرة في ارتفاع التضخم الذي كان من نتائجه نمو أسعار اللقيم المستخدم في البتروكيماويات مما ألقى بظلال سلبية على صناعة البتروكيماويات متوقعة خروج هذا القطاع من نفق الخسائر التي شهدها خلال الاعوام الثلاثة الأخيرة إلى نور الارباح خلال العام المقبل.

وأيدت المصادر ذاتها توجه مؤسسة البترول للتوسع في قطاع البتروكيماويات من خلال سعيها لاستحواذات جديدة في القطاع خلال العام 2026 بهدف تعزيز استثماراتها البتروكيماوية الخارجية، لاسيما في البلدان التي يتوافر فيها الغاز الطبيعي أحد احد اهم المقومات او اللقيمات الأساسية لتلك الصناعة، فضلا عن أن دعم "المؤسسة" لصناعة البتروكيماويات سيسهم في تنويع عوائدها.

وقالت ان"مؤسسة البترول" تولي التوسع في صناعة البتروكيماويات محليا أهمية كبرى، خصوصا في ظل اكتشاف الغاز في الحقول البحرية الأخيرة، بالاضافة لكميات الغاز المرتقبة مع الحقول المقبلة حيث تعتمد الصناعات البتروكيماوية بشكل رئيسي على لقيم الغاز الطبيعي، وكذلك اللقيمات التي توفرها مصافي التكرير المحلية التي تنتج كميات هائلة من لقيم النافثا والايثيلين والبروبلين والبنزين.

وكشفت المصادرعن ثلاثة من أهم مشاريع البتروكيماويات التي سترى النور خلال العام المقبل مشروعي الأولفينات الرابع التي ستتولاه شركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية داخل الكويت فضلا عن مشروع مجمع البتروكيماويات المزمع اقامته بجوار مصفاة الدقم في سلطنة عمان، اضافة الى خطط مؤسسة البترول لجذب شركات عالمية للاستثمارفي قطاع البتروكيماويات المحلي في ظل تنامي التعداد السكاني العالمي والصناعات التي تعتمد على الاستخدامات الشخصية فضلا عن مواد البلاستيك التي تستخدم بنسب عالية في صناعات متعددة منها التغليف وصناعة السيارات والطائرات والكثير من الصناعات الأخرى.

وحول خسائر القطاع خلال الاعوام السابقة ارجعت المصادر اسباب انخفاض هوامش الأرباح الصافية للشركات المصنعة للبتروكيماويات عالميا خلال السنوات الثلاث كشركة "جيبك" المملوكة للبحرين والكويت والسعودية بنسبة 33.3 % الى ثلاثة أسباب رئيسية أولها اشتداد الأزمات الجيوسياسية التي واكبت منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد منذ أواخر عام 2023 خاصة أن هذه الاحداث لعبت دورا رئيسيا في عرقلة سير ناقلات البتروكيماويات.

وعن السبب الثاني قالت المصادر إنه يتمحور حول الارتفاع الملحوظ لأسعار اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيماويات نتيجة ارتفاع نسبة الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي قبل توجهه لنزولها خلال العام الحالي حيث إن رفع الفائدة أثر بشكل مباشر على هوامش الربحية للشركات العاملة في صناعة البتروكيماويات

وعن السبب الثالث فقد رأت المصادر أنه يعود الى شدة المنافسة بين مصانع البتروكيماويات في أوروبا وآسيا مما قلل الطلب العالمي على استيراد الصناعات البتروكيماوية، لاسيما وأن الصين دخلت وبقوة في صناعة البتروكيماويات خلال السنوات الأخيرة الماضية وتطرح للعالم منتجات بأسعار أقل.