جيش الاحتلال يقتل 5 فلسطينيين بهجوم على مدرسة في القطاع
رام الله، عواصم - وكالات: رغم وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، كررت إسرائيل، أمس، انتهاكاتها للاتفاق، وفق مصادر، وأوضحت أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف شرق مخيم المغازي وسط غزة.
كما أضافت أن القوات الإسرائيلية قصفت بشكل عنيف حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ونفذت عمليات نسف في المنطقة، كذلك طال القصف الإسرائيلي مناطق بمدينة رفح جنوبي القطاع، وكان خمسة فلسطينيين قتلوا أول من أمس في هجوم إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.
فيما أكد الدفاع المدني الفلسطيني أن معظم القتلى من الأطفال، بالإضافة إلى العديد من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
في المقابل، أكدت حماس أن تلك الضربات الإسرائيلية المستمرة تشكل انتهاكاً للاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة بمشاركة مصرية قطرية، ودعت الوسطاء إلى لجم إسرائيل.
في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن الأسبوع المقبل، وغيره من مسؤولي حكومته مراراً، أن إسرائيل لن تتوانى عن مهاجمة حماس، مؤكدين ضرورة تسليم سلاحها.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مبادرة أميركية تحمل اسم "مشروع شروق الشمس" لإعادة إعمار قطاع غزة، بتكلفة تقديرية تتجاوز 112 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وفق ما أوردته الصحيفة. وبحسب التقرير، أعدت الخطة على يد فريق يضم مقربين من الرئيس الأميركي، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وتهدف إلى إعادة تأهيل القطاع وتطوير البنية التحتية للنقل والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة.
وتقترح الخطة أن تلعب الولايات المتحدة دور "الركيزة" في تمويل المشروع، من خلال المساهمة بنحو 20 بالمئة من كلفة إعادة الإعمار عبر منح وضمانات ديون تصل إلى قرابة 60 مليار دولار.
وقد جرى عرض المبادرة على دول مانحة محتملة، دون تحديد مصادر تمويل بقية المبلغ.
وتتضمن خارطة الطريق تنفيذا مرحليا يبدأ بإزالة الأنقاض وتقديم المساعدات الإنسانية، ثم الانتقال إلى بناء مساكن دائمة ومؤسسات تعليمية وطبية ودينية، إلى جانب شق الطرق وربط البنية التحتية.
وفي مراحل لاحقة، تشمل الخطة مشاريع طويلة الأمد مثل تطوير الواجهة الساحلية، وإنشاء وسائل نقل حديثة، ومشاريع عقارية.
ونقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن غياب الاستقرار الأمني سيجعل من الصعب تأمين تمويل دولي، مع إبداء بعضهم شكوكا بشأن إمكانية تنفيذ الخطة على أرض الواقع.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن استمرار حركة حماس في الاحتفاظ بقدرة تهديد أو مهاجمة إسرائيل يعني استحالة تحقيق سلام دائم، مشيرا إلى جهود لتشكيل قوة استقرار دولية في غزة.
وردا على سؤال حول احتمال احتفاظ حماس بالأسلحة الخفيفة، قال روبيو: "إذا استطاعت حماس تهديد إسرائيل أو مهاجمتها، فلن يكون هناك سلام، إذا أطلقت حماس صواريخ أو شنت هجوما آخر مثل هجوم 7 أكتوبر خلال عامين، فلن يكون هناك سلام".
وأضاف: "لا يمكن إقناع أي شخص بالاستثمار في غزة إذا كان يعتقد أن حربا أخرى ستندلع خلال عامين أو ثلاثة. من سيستثمر في بناء مكان سيدمر مجددا في حرب؟".
من جهة أخرى، أعرب روبيو عن ثقته في "مشاركة العديد من الدول في قوة الاستقرار الدولية في غزة"، وأوضح أن جميع الدول التي تجري واشنطن معها مناقشات حول إرسال قوات "ترغب في معرفة طبيعة هذه المهام"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تسعى "للمضي قدما" بتزويدها بالإجابات المطلوبة.
وحدد روبيو الخطوات التالية في العملية، قائلا: "الخطوة التالية ستكون الإعلان عن مجلس السلام، ثم سنعلن عن القوة الدولية".
في غضون ذلك، تتزايد التحذيرات من تبعات سياسية خطيرة قد تترتب على مشاركة السلطة الفلسطينية في ما يُعرف بـ"مجلس السلام" لإدارة قطاع غزة، في ظل مؤشرات على شروط أمريكية إسرائيلية تمس جوهر القرار الفلسطيني واستقلاليته.
ويأتي ذلك في أعقاب اعتماد مجلس الأمن الدولي، قرارا أمريكيا يفتح الباب أمام إنشاء آلية دولية انتقالية لإدارة غزة، في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على القطاع.