الاثنين 22 ديسمبر 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نهاية طارق السويدان
play icon
كل الآراء

نهاية طارق السويدان

Time
الأحد 21 ديسمبر 2025
خالد أحمد الطراح

من شاهد، وتابع متناقضات، وكلاماً مثيراً للجدل للقيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت، طارق السويدان منذ الغزو العراقي وحتى الفترات الأخيرة، يظفر بأكثر من رأي، وموقف ضد، وتقلبات، ومواقف غير وطنية، وهشاشة سياسية.

تصدر خبر سحب الجنسية من طارق السويدان، القنوات، والصحف العربية بشكل غير مسبوق إعلامياً، بسبب حجم الآثار المترتبة على تناقض تصريحاته، وتقلباته بذرائع، وحجج، واهية.

قدم شهود من جنسيات مختلفة أكثر من تحليل علمي، وديني، وإعلامي لاستعراضات، ومغالطات السويدان، وأنشطته الإعلامية المثيرة للجدل، واستغلاله لمنابر "المحاضرات" لأغراض بث المغالطات في عقول جاهلة أو مضطربة، وغير ناضجة.

نهاية طارق السويدان، التي كتبها بيده، ورسمها بلسانه، جاءت متأخرة منذ تحرير الكويت في عام 1991، وخصوصا ما صاحب شهادة الوزير والسفير المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، التي قدمها في أكثر من مناسبة، وفي منابر إعلامية، وسياسة، كويتية وعربية.

لن نناقش شهادة الشيخ سعود الناصر الصباح بشأن الدور المخزي، وغير الوطني، الذي مارسه السويدان اثناء احتلال الكويت في واشنطن، واللجوء إلى مساومات مادية، واختلاق حجج "دعم" الحل الإسلامي، أو الحل الديني لقضية الكويت العادلة.

ثمة كثافة من الأسئلة غير المحيّرة، التي تقفز إلى الأذهان رغم مرور 35 عاماً على غزو الكويت، تفرض نفسها على العقول، والضمائر البصيرة: لماذا زار طارق السويدان العاصمة الأميركية واشنطن أثناء الغزو؟

وكيف شارك في لقاء الوفد الشعبي الكويتي مع مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيلي، وهو لم يكن عضواً في الوفد الكويتي اساساً، الذي أقرته الأمانة العامة لـ"مؤتمر جدة الشعبي"، ولم يأت، أيضاً، بواسطة السفارة الكويتية لدى واشنطن؟

لماذا طلب طارق السويدان من مساعد وزير الخارجية الأميركي كيلي "اجتماعاً منفرداً" معه بصفته "ممثلا" عن "الجهات الإسلامية" في الكويت، وماذا لديه ما يقوله "منفردا"، بخلاف ما قاله الوفد الشعبي في اجتماع مغلق؟

لدينا من الاستفهامات المُحيّرة، والتساؤلات المشروعة منذ 35 عاماً، ونتطلع اليوم إلى إجابات وافية، وردود حصيفة من جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت، لكي لا تطغى ظلمة الاستفهام على مصيرنا.

إعلامياً، عرضت قناة "العربية" مواد إعلامية، ومناقشات رصينة لكشف حجم العبث، والتناقضات الذي مارسه طارق السويدان وخصوصاً عن "تدريب 70 ألف شاب في السودان"، وعن "حرية" حركة الجماعة في الكويت، دون مساءلة وتحقيق!

طبعاً، "تدريب" السويدان للشباب في السودان لم يكن على حفظ القرآن، أو شرح أمور فقهية، بل يُرجح من سياق التسجيل التدريب على مهارات قتالية أو عصيان مدني. لا ندري مدى سلامة الترجيح والتفسير؟

تمنيت لو كان الشيخ سعود الناصر الصباح، رحمه الله، بيننا اليوم ليشهد القرار الذي جاء متأخراً خمسة وثلاثين عاماً... قراراً كان حضوره سيمنحه معنى آخر، ويمنحنا نحن شيئاً من العدالة المتأخرة.

أما على صعيد تنظيم "الإخوان المسلمين" في الكويت، ونفوذهم المالي، وتغلغلهم في مفاصل الدولة، وانتشارهم في المجتمع، نأمل بمراجعة سياسية دقيقة من الجهات المعنية، قبل صدور قرار أميركي في حضر نشاط "جماعة" الكويت، وتصنيفهم تحت قائمة الإرهاب.

KAltarrah@