بطريرك القدس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا متقدماً الحضور
حاملاً الدعم والتضامن بمناسبة عيد الميلاد المجيد
بقلم: الأب سليمان حيفاوي
من 19 إلى 21 ديسمبر، يقوم الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس، بزيارة ذات دلالة عميقة إلى قطاع غزة، مجدِّداً تضامنه القريب مع سكانه في ظلّ التحديات المستمرة.
وتُعدّ هذه الزيارة الثالثة له منذ اندلاع الحرب، وتهدف إلى تقديم التشجيع والرجاء، وإيصال شعور القرب والمساندة إلى جماعة تعيش ظروفاً قاسية ومتواصلة.
وكان من أبرز محطات زيارة الكاردينال لقاؤه في رعية العائلة المقدسة، الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، حيث اجتمع بالكهنة والراهبات وجموع المؤمنين، وشارك في الاحتفال بالقداديس، واستمع إلى تراتيل ميلادية خاصة أعدّها أطفال غزة. كما تابع عرضاً مسرحياً ميلادياً قدّمه الأطفال، مسيحيون ومسلمون، ببساطتهم التي أضفت فرحاً ودفئاً على أجواء العيد. وقد حمل هذا اللقاء أهمية روحية كبيرة، لا سيّما مع استعداد الجماعة للاحتفال بعيد الميلاد، زمن النور والسلام وتجدد الرجاء.
وقال الكاردينال في هذه المناسبة:"إن هذه الزيارة تُشكّل بداية الاحتفالات الميلادية وسط جماعة عاشت وما زالت تعيش في أزمنة مظلمة وصعبة".
وإلى جانب زيارته للجماعة الكاثوليكية، توجّه الكاردينال بيتسابالا إلى كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية، حيث التقى بالأسقف الأرثوذكسي، وتبادلا كلمات التشجيع والتضامن.
كما زار مساجد والتقى بشيوخ وبأفراد من الجماعة الدينية الإسلامية، في تعبير واضح عن التزامه بالحوار والتفاهم والوحدة بين مختلف الجماعات الدينية في غزة.
وقد عكست هذه اللقاءات التزاماً مشتركاً بين مكوّنات المجتمع الغزّي بالإيمان والرجاء والأخوّة، حتى في خضمّ المعاناة.
وخلال زيارته، اطّلع الكاردينال على الأوضاع الإنسانية، وعلى جهود الإغاثة وإعادة التأهيل الجارية لدعم جميع سكان غزة، مسلمين ومسيحيين، من دون استثناء، إضافة إلى استشراف آفاق المستقبل. وفي كلمة صريحة ومفعمة بالتعاطف وجّهها إلى الحاضرين في المناسبة الاحتفالية، قال:"أعلم أن الوضع صعب، ولكن مع الأطفال، والمدارس الثلاث، ودار المسنين، التي امتلأت جميعها بالنازحين منذ بدء الحرب، ومع مختلف الأنشطة، أرى بصيص نور من الرجاء، شرارة صغيرة يجب حمايتها والحفاظ عليها حيّة. إن من مسؤوليتنا نحن، الذين هم خارج غزة، أن نحافظ على هذا اللهيب، لأن رجاء أهلها يتعلّق به".
كما أثنى على صمود سكان غزة قائلاً:"لقد كنتم شهادة رائعة، لا على الصمود فحسب، بل على الإيمان والرجاء، ليس فقط لكثيرين في غزة، بل أيضاً في مناطق أخرى عديدة من العالم".
بطريرك القدس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا لدى زيارته إلى غزة
... ويطلع على حجم الدمار
إن الدعم والتعاطف اللذين أظهرهما الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا يتوافقان مع جهود العديد من المؤسسات والحكومات والدول التي وقفت إلى جانب شعب غزة. ويُذكر على وجه الخصوص موقف دولة الكويت، بقيادة حضرة مقام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، أمير دولة الكويت، الذي عبّر باستمرار عن اهتمامه وتضامنه مع سكان قطاع غزة. وقد شكّل دعم الكويت، المادي والإنساني والمعنوي، منذ بداية الحرب، وبفضل متابعة صاحب السمو، تعبيراً صادقاً عن التزامها الدائم بالسلام والعدالة، وإعادة الإعمار، والسعي إلى وحدة أخوية بين الشعوب.
إن هذا الموقف النبيل من قبل صاحب السمو، كقائد عربي في المنطقة مكرّس للسلام وترميم النسيج الاجتماعي، يستحق بالغ التقدير والاحترام. نسأل الله تعالى أن يبارك ويحفظ، بالصحة والعافية والعمر المديد،
حضرة مقام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وجميع الذين يعملون من أجل دعم ورفع معاناة شعب غزة الجريح، حتى يعود يوماً إلى حياة طبيعية يسودها السلام.
الكنيسة الكاثوليكية – كاتدرائية العائلة المقدسة، مدينة الكويت