الاثنين 22 ديسمبر 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قيادة حكيمة وعزم راسخ
play icon
كل الآراء

قيادة حكيمة وعزم راسخ

Time
الأحد 21 ديسمبر 2025
فيصل المزين

تمر علينا الذكرى الثانية لتولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في أجواء مناخية جميلة في شهر ديسمبر، تماماً كجمال قلب سموه، وحبه لوطنه، وأهل ديرته.

منذ صغر سني ومصاحبة والدي، رحمه الله، لزيارة الامراء والشيوخ، وايضا خلال زيارتهم المتبادلة لوالدي في ديوانيته في كيفان، كنت ارى عمق العلاقة بيننا والمحبة والتقدير، ورأيت وسمعت حب هؤلاء الامراء والشيوخ للكويت واهلها، وحرصهم عليهم.

خلال تشرفنا بلقاء سموه في رمضان الماضي، التمست، ورأيت هذا الارث التاريخي، الذي كان يذكره لنا اباؤنا واجدادنا، منذ زمن الشيخ مبارك الكبير، مرورا بالشيخ احمد الجابر، وباقي امراء الكويت، رحمهم الله، وحتى وصلونا إلى سمو الامير، حفظه الله، من حبهم للكويت واهلها، والحرص على رفاه شعبها.

فكان التشرف بلقاء سموه تأكيد المؤكد، والذي ايضاً رأيته وشهدته مع والدي، منذ ذلك الزمن، والذي قاله اباؤنا واجدانا عن حب الاسرة لشعبها الوفي.

سموه قائد برؤية استثنائية مختلفة، ومميزة، فهو رجل عسكري أمني، دقيق وحازم وعادل، وسموه يريد إرجاع الديرة كما كانت سابقا، مع وضع بالحسبان تغيُّر الزمان والأجيال، فسموه يريد الكويت بقيم وعادات، وتقاليد، وطيبة أهل الديرة الأولين، وفي الوقت نفسه التأقلم مع الحداثة، أي أنه يريد التطور والحداثة، تكون بخطين متوازيين، مع قيم أهل الكويت الأصيلين.

تقلد سموه مقاليد الحكم في توقيت رباني من أجل إنقاذ الكويت والنهوض بها، فهي كانت تحتاج إلى جراح ماهر يعالجها من تراكمات عشرات السنين، قد يكون الأمر مؤلماً، لكنه لمصلحة الديرة، وأهلها، في حاضرها ومستقبلها.

ومن زواية حيادية، بدأت بوادر عجلة الإصلاح يلتمسها الناس، فالمشاريع المتأخرة والمتعثرة، مثل إصلاح الشوارع، تم إنجاز أغلبها، وكذلك الاسراع من الانتهاء مشروع مطار الكويت الجديد.

كما أن الإحساس بالعدل بدأنا نراه بأم أعيننا وذلك بأنه لا أحد فوق القانون.

كما رأينا الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة مع عدد الدول، وأيضاً تطوير وترسيخ، وتوطيد علاقات البيت الخليجي مع كل الأشقاء، وكذلك توطيد العلاقات الإقليمية والدولية، وهذا امر ايجابي يخدم مصلحة الكويت.

تم الاتفاق مع الصين في مشروع ميناء مبارك الكبير، وهو حجر الأساس لانطلاقة اقتصادية طال انتظارها.

سموه يمتلك رؤية تنموية واقتصادية ثاقبة، مع صون المال العام، أي أن الاقتصاد تحت سيادة القانون، كما أن الاقتصاد الكويتي قوي ومتين، كما ان مكافحة الفساد المالي والإداري والأخلاقي، تتم من خلال الأجهزة الرقابية والأمنية بفاعلية واتزان، وفي مسيرة إصلاحية لا مجاملة فيها لكائن من كان.

أمنياً أصبح تطبيق القانون أمر واقع من المرور إلى مكافحة المخدرات.

كان لهما انعكاس إيجابي واضح، ومشاهد من الجميع، وغيرها من قرارات وقوانين عدة لها الأثر الواضح على سلوك الناس والتزامهم بالقانون، ومع كل هذا الحزم، إلا إننا نرى الرحمة والرأفة في من يستحقها وفقاً لظروف الحدث.

مع مراجعة هذه القوانين لتفادي أي سلبيات، وهذا أمر إيجابي يشكر عليه القيمون على هذا الملف، لأن القوانين هي لخدمة المجتمع وحمايته واستقراره.

وأخيراً الإنجازات كثيرة لسردها، لكنني لا أريد أن أطيل في ذكرها اختصاراً للوقت، فسموه بكل اختصار أعاد مفهوم

العمل والانضباط المؤسسي، والسيادة فيه للقانون من دون مجاملات.

نبارك لسمو الأمير حفظه الله ورعاه الذكرى الثانية لتقلد سموه مقاليد الحكم، ونسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية والعمر المديد وأن يحفظه ذخراً للكويت وأهلها.

كاتب كويتي

آخر الأخبار