حوارات
يولَع بعض الأفراد بشكل مبالغ بجذب، ولفت، انتباه الآخرين إليهم، وربما يشعر بعضهم بالإحباط الشديد إذا لم يلاحظ الناس وجودهم، ويبدو يعاني هذا النوع من الأشخاص الجيّاشين من اضطراب الشخصية الهستيرية، وهي حالة توتّر نفسي غامضة الأسباب.
ويلاحظ أعراضها أغلبية الناس الأسوياء والمستقرين نفسياً، بسبب شدّة غرابة تصرّفات صاحب الشخصية الهستيرية، ومن بعض أعراض، وأسباب هذه الحالة النفسية المتهيّجة، نذكر ما يلي:
- الأعراض: يظهر على صاحب الشخصية الهستيرية شغف هوسي للفت النّظر إليه، ويحقّق أحياناً هذا الهدف النرجسي عن طريق إطلاق كلام غير لائق، وتعليقات غامضة، ويقوم بتصرّفات شديدة الغرابة، وربما مستهجنة، ويعبّر خصوصاً عن آراء استفزازية يهدف من ورائها الى جذب اهتمام أو حتى اشمئزاز الأفراد المحيطين به، ويتخيّل أنّ علاقاته مع أهله أو أصدقائه مثالية، ويعتقد أنه يستحيل أن يكون هو الطرف السلبي فيها، ويعاني من الاضطراب العاطفيّ.
بالطبع، فالمنصّة المفضّلة في عالم اليوم لهذا النوع من الأفراد الذين يعانون من الجوع العاطفي، هي وسائل التواصل الاجتماعي، والشخص الهستيري متقلّب المزاج، وينفعل بشدّة تجاه أحداث حياتية اعتيادية، وربما يتعمّد ارتداء ملابس مثيرة لكي يحصل على ردّات فعل من الآخرين، أو على الأقل لكي ينجح في تحويل أنظارهم إليه.
ويصاب بهذه الحالة كلا الجنسين، وعندما يتحدّث في المناسبات الخاصّة أو العامّة، فستراه يدير عينيه يميناً وشمالاً بشكل مستمر ليتأكّد أنّ من حوله ينظرون وينصتون إليه، ويستقي تقديره لذاته وثقته بنفسه ممّن يتكلّم معهم، أو يحتكّ بهم في حياته اليومية، وربما يشعر باكتئاب شديد، أو يجلد ذاته، إذا لم ينجح خلال اليوم في الحصول على قبول أو رضا أو تأييد فلان من الناس.
- الأسباب: تمثّل التربية الأسرية التي تلقّاها من يعاني من حالة الشخصية الهستيرية أحد أبرز أسباب الإصابة بها، لا سيما تلقّيه تشجيعاً مفرطاً عن امكانياته وقدراته الخارقة المتخيّلة، وبسبب التدليل المبالغ، أو لحرمان الطفل من الحنان الذي يحتاجه من والديه ما لم يتكلّم أو يتصرّف بشكل يجلب إشادتهم، وربما بسبب وراثة جينات معيّنة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi